رمز الخبر: ۵۱۴۴
تأريخ النشر: 11:09 - 19 July 2008
محمود الطيب
عصر ايران ، محمود الطيب – الاتهامات التي وجهتها محكمة الجنايات الدولية الى الرئيس السوداني عمر البشير وبالتقارن مع الضغوط الغربية المتزايدة على الخرطوم تعطي صورة واضحة عن الدوافع السياسية والكيدية من اعلانها.

ومن جهة اخرى فانها حددت طبيعة عمل هذه المحكمة التي صارت مثل غيرها من المؤسسات الدولية اداة ضغط وسيفا مصلتا على المواقع التي ترفض الخضوع للاملاءات والاوامر الصادرة من واشنطن او تل ابيب.

وازاء ذلك لا يستغرب ان يواجه الرئيس البشير والشعب السوداني ككل بمثل هذا السلوك الاستكباري المقيت لاسيما وان القرارات والقوانين الدولية باتت تطبخ وتحضر في البيت الابيض من قبل ويتم التلويح بها للطرف المعني قبل اعلانها عله يرضخ وتتم التسوية بالتراضي والا فان عليه ان يواجه النتائج عبر "مؤسسات الشرعية الدولية"؟!

المؤكد ان السودان الشقيق الذي رفض اتهامات المحكمة المذكورة يعرف بالاسباب الكامنة وراء اصدارها وعندما يواجه رئيسه بمثل هذا الاجراء البعيد عن اصول اللياقة واللباقة فان هذا يكشف عن عمق نفاذ صبر الاطراف الاصلية من اقطاب النظام الاحتكاري العالمي وزعماء مافيات القوة والمال وتكالبهم الكريه من اجل نهب ثروات السودانيين ولاسيما في اقليم دارفور الذي يسبح على بحيرة من النفط بخاصة وفي القارة الافريقية بعامة.

لقد سعت السياسات والتحركات الغربية في السنوات الثلاث او الاربع الماضية الى اشغال السودان في مشاكل وتوترات لم تكن واردة في ما مضى ابتغاء ايصال هذا البلد الى حالة يضعف فيها امام الضغوط والحصارات المتلاحقة ويرضى من ثم باي سيناريو يوجد فيه الحدود الدنيا من السيادة.

والمثير للاهتمام ان وزارة الخارجية الامريكية سربت قبل ايام انباء عن استعداد مدعي عام المحكمة الدولية الانفة الذكر لاصدار مذكرة اعتقال ضد الرئيس السوداني علما ان الولايات المتحدة هي من الدول التي لم تعترف حتى الان بميثاق هذه المحكمة ولم توقع عليه ، الامر الذي يفضح النوايا الاميركية من جانب، واعتبار المحكمة على خلفية تجاهلها للجرائم الاميركية والاسرائيلية في افغانستان والعراق وفلسطين من جانب اخر.

وهكذا – اذا – يبدو المشهد مثيرا للاشمئزاز والاستنكار في آن معا، اذ يصعب القول ان النوايا التي اطلقت المحكمة بها اتهاماتها حيال الخرطوم كانت سليمة!!