رمز الخبر: ۵۲۴۳
تأريخ النشر: 12:23 - 23 July 2008
ان منطقة الشرق الاوسط وافريقيا دولا وشعوبا ناهضة لن تكون سوقا للاسلحة غير الاخلاقية التي تمنون انفسكم بانكم ستغلبون بها مواقع الخير والمقاومة والصمود.
عصر ايران ، ربيع بلاسم – ربما كان لفقدان الذاكرة صلة بذلك ، فلو لم يكن الامر هكذا ، لاستحت الولايات المتحدة الاميركية من ماضيها النووي الاسود، وكذلك "بريطانيا العظمى" من تاريخها الاستعماري المشين، ودور هذا الثنائي في تكريس الاحتلال الصهيوني لفلسطين وسوم اهلها شتى الوان العذاب والتعسف منذ اكثر من 60 عاما ، الى جانب دورهما في احالة المنطقة الى بقعة ملتهبة ومتوترة جراء احتلال العراق وافغانستان.

انه لمنتهى الوقاحة والصفاقة ان يواصل اقطاب المشروع الاستكباري العزف على وتر حماية السلم العالمي والدفاع عن حقوق الانسان هنا وهناك والحال ان ايديهم ملطخة بدماء الابرياء في الشرق الاوسط وشتى بقاع العالم منذ اكثر من قرن.

او ان يتباكوا على اهل اقليم دارفور ويدفعوا محكمة لاهاي الى اصدار مذكرة اعتقال وقحة بحق الرئيس السوداني عمر البشير بدعاوى واهية يشم منها رائحة النهب والجشع الدوليين لما يحويه السودان ودارفور والقارة الافريقية من خبرات وثروات زاخرة لم يسرقها زعماء القوة والمال الغربيون والصهاينة بعد.

وفي واشنطن يبدو ان الادارة الاميركية لم تستحسن اداءها الدبلوماسي الى جانب اعضاء مجموعة دول 1+5 في اجتماع جنيف بحضور المفاوض الايراني السيد سعيد جليلي عندما اثمر هذا الانتصار سياسيا للجمهورية الاسلامية الايرانية واقتنع العالم بفشل واشنطن في ضغوطها على طهران فعادت كوندوليزا رايس وفريق السلطة المتطرفة في البيت الابيض الى لغة الغطرسة والتهديد.

وفي الكنيست الصهيوني وجد رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون فسحة للتنفيس عن احقاده وعدوانيته ، فتقمص لبوس الحرص على الامن الدولي متوعدا ايران بالويل والثبور ما لم تتخل عن برنامجها النووي السلمي، وما لم تعلق عمليات تخصيب اليورانيوم.

هؤلاء الشياطين يبررون استخفافهم بالقوانين والمعاهدات الدولية التي صنعتها ايديهم بالزعم ان ايران لم تستجب للاغراءات المادية التي تضمنتها سلتهم ولذلك فان عليها الاختيار ، اما الرضوخ او المواجهة.

وبمثل هذه اللغة هم يحاولون القفز على كل ما هو حضاري وقيمي وحداثوي للظهور امام العالم بمظهر الوحوش الكاسرة المتحينة فرصة الانقضاض على الصيد، ناسين او متناسين ان الظروف تغيرت ولم تعد الشعوب المطلعة للحق والعدالة والمساواة لقمة سائغة.

اننا بدورنا نقول لزعماء اللصوصية العالمية ، احذروا من مغبة التمادي في الغي والعدوان.

اعلموا ان منطقة الشرق الاوسط وافريقيا دولا وشعوبا ناهضة لن تكون سوقا للاسلحة غير الاخلاقية التي تمنون انفسكم بانكم ستغلبون بها مواقع الخير والمقاومة والصمود، ولن تكون محطة لنزهة جنودكم ومجنداتكم بل ستكون ارضا صعبا ووعرة لكل من تسول له نفسه ، العيش على امتصاص دماء الاخرين.