رمز الخبر: ۵۳۶۶
تأريخ النشر: 11:12 - 30 July 2008
عززت عمليه تبادل الاسري بين حزب الله والكيان الصهيوني ( التي اطلقت بموجبها اسرائيل سراح سمير القنطار ومقاتلي من حزب الله وعشرات الجثامين اللبنانيه والفلسطينيه والعربيه مقابل جثي جنديين اسرائيليين ) الاعتقاد لدي الشارع الفلسطيني خاصه والعربي عامه بان اسرائيل لا تفهم الا لغه القوه خلافا للموقف الرسمي الفلسطيني الذي يعتمد المفاوضات اسلوبا وحيدا للتعامل مع اسرائيل.

فيما يعتقد اخرون ان عمليه التبادل ستشجع قوي فلسطينيه علي التفكير بخطوه مماثله رغم اختلاف الظروف اللبنانيه عن الفلسطينيه
فبعد اتفاق التهدئه الذي عقدته اسرائيل مع "حماس" كان الاخفاق الاسرائيلي بوقف اطلاق الصواريخ علي اسرائيل احد مسبباتها تمت صفقه تبادل الاسري بين اسرائيل وحزب الله، في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين "حماس" واسرائيل من اجل الاتفاق علي رفع الحصار بشكل كلي واتمام صفقه تبادل الاسري التي من المتوقع ان تشمل جلعاد شاليت مقابل اطلاق سراح المئات من الاسري والمعتقلين الفلسطينيين.

واضافه الي تعزيز عمليه التبادل موقع حزب الله علي الصعيد الداخل اللبناني وعلي المستويين العربي والاسلامي والدولي فان الشعور السائد لدي الشارع الفلسطيني والعربي كما يراه المراقبون بان التهدئه في غزه واطلاق سراح الاسري مع حزب الله وما سيليه مع "حماس"، يدل علي ان اسرائيل لا تفهم سوي لغه القوه والضغط والمصالح اما المفاوضات والمناشدات والتمنيات فلا تجدي شيئا ولا تسمن ولا تغني من جوع.

ويستند الشارع الفلسطيني خاصه والعربي عامه في اعتقاده علي الواقع الفلسطيني ومثاله الواضح براي الفلسطينيين ان ان حكومه الرئيس ابومازن برئاسه سلام فياض المعتدله والمعتمده علي اسلوب المفاوضات كاسلوب وحيد لحل الصراع والتي ترتبط بعلاقات اكثر من جيده مع الولايات المتحده الاميركيه واوروبا،لم تستطع اطلاق سراح المئات من الاسري الفلسطينيين من السجون الاسرائيليه رغم ان المئات من هولاء الاسري اعتقلوا قبل اتفاقات اوسلو عام ‪ ۹۳‬لكن اسرائيل ترفض اطلاق سراحهم.

ويضيف بعض المحللين القول ان اسرائيل لم تتحمل قيام حكومه الرئيس عباس بارسال رساله للاتحاد الاوروبي قبل ايام تطالبه فيها بعدم رفع مستوي العلاقات بينه وبين اسرائيل ما دامت لا تلتزم بمقتضيات عمليه السلام وتواصل العدوان والاستيطان وخلق الحقائق علي الارض.

ويقول كثير من الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها ان حكومه الرئيس عباس رغم كل الاعتدال لم يستطع سوي الافراج عن معتقلين انهوا معظم محكومياتهم ولم يزل حاجزا واحدا ولم يمنع العدوان والاستيطان والجدار والاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات اليوميه،
لقد زادت الحواجز بعد موتمر انابوليس واستئناف المفاوضات وتضاعفت معدلات الاستيطان اكثر من ‪ ۱۱‬ضعفا.

ويعتقد كثير من الفلسطينيين ان اسرائيل لن تغير سياستها طالما تواصلت اللقاء‌ات علي مستوي القمه الفلسطينيه الاسرائيليه وتواصل التطبيع الرسمي العربي والحمايه السياسيه الامريكيه.

ويقول اخرون ان اسرائيل تتصرف علي اساس ان قضيه اللاجئين سقطت عمليا من اجنده التفاوض، والقدس جار اسقاطها، والكتل الاستيطانيه حقائق اقامتها اسرائيل منذ احتلالها عام ‪ ۱۹۶۷‬وحتي الآن، وانها ستوخذ بالحسبان عند اقرار الحل النهائي كما جاء في ورقه الضمانات الاميركيه لاسرائيل التي منحها بوش لشارون عام ‪.۲۰۰۴‬
ويقول بعض سكان الضفه الغربيه ان اسرائيل لا تفهم سوي لغه القوه والدليل انها عقدت التهدئه مع "حماس" في غزه رغم انها تضربها بالصواريخ والقذائف ولم تعقد تهدئه مع السلطه في الضفه رغم انها لا تقصف اسرائيل بالصواريخ والقذائف، بل المستوطنون هم من قصفوا موخرا، وللمره الثانيه قريه بورين بالصواريخ، والحكومه الاسرائيليه صعدت من عمليات الاغتيالات والاقتحامات والاعتقالات بعد التهدئه في غزه للتاكيد علي فصل الضفه عن غزه.

ويري اخرون ان العبره والدروس هي ان اسرائيل لن تغير من سلوكها ولن تقدم التنازلات الا عندما تشعربالضغط .

ويجمع الكثيرون من القوي الشعبيه والسياسيه علي ضروره استخدام اللغه التي يفهمها العالم حاليا في عصر العولمه، لغه المصالح ، واللغه التي يفهمها الاحتلال لغه المقاومه وهذه اللغه هي وحدها القادره علي شق الطريق التي يمكن ان تودي الي تحقيق الاهداف والمصالح والحقوق الفلسطينيه لانه بدون مقاومه لن يدحر الاحتلال .

فالمفاوضات وحدها، في ظل موازين القوي القائمه والمختله بشكل كبير لصالح الاحتلال بدون مقاومه، ستكون في احسن الاحوال مضيعه للوقت، وفي اسوئها مفاوضات عبثيه وكارثه وطنيه لا تستطيع سوي ان تمهد لكارثه اسوا منها.

ويذهب اخرون الي القول ان عمليه التبادل ستدفع حركه حماس الاسره للجندي الاسرائيلي شاليط الي رفع سقف مطالبها لاطلاق سراح اكبر عدد من الاسري الفلسطينيين وحسب المعلومات المتوفره فان الرقم الذي تطالب به حماس اسرائيل هو الف معتقل فلسطيني.

ارنا/