رمز الخبر: ۵۶۵
تأريخ النشر: 12:17 - 01 November 2007
طهران - عصر ايران :‌ اکد المفكر السوري الدكتور علي عقلة عرسان ان الولایات المتحده وفی ضوء سیاساتها الحالیة ، تعادي الهویة العربیة والاسلامیة موضحا ان المحافظین الجدد المتحالفین مع الصهاینة الممسكين بالقرار في البيت الابيض یریدون القضاء علینا باشکال مختلفة واعادتنا الی عصور متخلفة و منعنا من امتلاک ای علم و معرفة و تقنية تمکننا من الدفاع عن انفسنا.

وفی یلی نص حوار موقع "عصر ايران" مع الامین العام السابق لاتحاد الکتاب والادباء العرب الدكتور علی عقلة عرسان:

* ما هو تصوركم لدور الخطاب الاعلامي الرسالي في الوقت الحاضر؟

** بداية اريد ان اشير الی بعض المعطیات فی الاعلام. ان الاعلام لابد ان یدافع عن الحقیقه ویناصرها ویعمل علی الکشف عنها ومن ثم یعلي شأن الحق بموقف يساند بشکل موضوعي وجریء وثابت کل القضایا العادلة مع الاستمرار فی البحث عن الحقیقة وحریة التعبیر.
ولا یجوز ان تشوب الحریة، الاساءة للغیر باسم حریة التعبیر. لان الحریة ترتب المسوولیة والمسوولیة لها، شعب مختلفة ولاسیما اذا کانت هذه المسوولیة تجاه اناس اخرين .

فالاعلامی قادر علی التاثیر وقادر علی تشکیل الرأی العام. اما بالنسبة للاعلام المقاوم فی هذه الظروف، فهو اعلام یجب ان یتمتع بقدرات علمیة وتقنیة ومعرفیة ومعلوماتیة عالیة. ویکون الهدف من العمل به، التصدي لاسالیب التشویش والافتراء، وکذلک اسالیب الهجوم واسالیب كسب الرای العام لصالح المواقف والقضايا المشروعة. ان الاعلام يجب ان یتمتع بایمان عمیق بامکانیة انتصار الحقیقة. وهذه ضرورة، ان تنتصر الحقیقة. هذا الاعلام یجب ان یقف موقفا جریئا من القضایا العادلة، مع المقاومة وضد الاحتلال وان یقف موقفا جریئا ضد الصهیونیة العنصریة وضد الامبریالیة وضد الاستغلال، وضد کل اشکال التدخل فی شؤون البلدان والشعوب ، علی شاکلة ما تقوم به الولایات المتحدة الاميركية ومن یتعاون معه.

مطلوب من الاعلام المقاوم والرسالي ان یتخذ موقفا واضحا من العملاء ومن یتحالف معهم ومن یروج للکیان الصهیونی والعدو الصهیونی والمصالح الامیرکیة المختلفة تحت شعارات منها الواقعیة. انهم یأخذون الواقعیة الانهزامیة ولا یأخذون الواقعیة التفاعلیة الایجابیة. یأخذون الواقعیة التی تمنح للشعوب الامل بالانتصار اذا استخدمت طاقاتها ضد الاحتلال والعدوان باشکال مختلفة. ويتوجب على هذا الاعلام الوقوف جنبا الى جنب مع شبکات اعلامیة مناصرة له فی سبیل ردع الشر، وان یقدم معلومات حقیقیة عن النوایا وعن الاوضاع وان یکشف ماهیة مخاطر العدوان، ومخاطر تهدیدات اميركا وحصارها ضد ایران او سواها من البلدان، ولمقاومة حزب الله في لبنان والمقاومة في فلسطین. هذا الاعلام مدعو لدعم اي بلد یرید ان یقول لا ، لا للاستعمار ، لا للتدخل، ویرید ان یکون مستقلا ومراعیا لشوونه وحضارته وخصوصیته.

ان هذه المنابر یجب ان تمد جسور الثقة وجسور الحقیقة بین شعوب العالم الاسلامی وان تتصدی لمن یرید ان یشیع الفرقة والتناحر ویروج لهما، ومن یتعصب ویسیء للرموز الاسلامیة والرموز الروحیة والنضالیة بهدف خلق الفتنة او التشویه. وهذا ما تزرعه الولایات المتحدة والصهیونیة من اشکال الفتنة ابتداء من العراق والی ای مکان اخر. وتقوم بتكريسه عن طریق اشخاص من کل وطن ضد وطنهم وضد امتهم وضد حریة وطنهم. ان هذا الاعلام يجب ان يكون ساعیا للتقارب بین المسلمین. یعنی التقریب بین المذاهب والتقریب بین التیارات. وهذ التقریب لا یعني ان نسکت علی ورم او دمل، وانما نوضح الامور فی لقاء صحیح من منطلق ان الاسلام مستهدف وان العروبة مستهدفة. ومن یرید ان یضع العرب مقابل الایرانیین والسنة مقابل الشیعة، ومن یرید ان یهیمن علی بلد اخر، کل هذا یجب ان نعالجه لان مثل هذه الاوضاع اذا ما انتشرت بيننا کمسلمین، فانها ستضعفنا حیال العدو المشترك الذی یرید ان یتحکم بنا، ولا یسمح لنا بالدفاع عن انفسنا وعن مصالحنا.

* يواجه العرب والمسلمون الان تحدیات مشترکة. الا تری معي بان تعزیز العلاقات الایرانیة – العربیة فی الوقت الحاضر یعد ضرورة حیویة واستراتیجیة لمواجهة الغزو الغربی للمنطقة والاطماع التوسعیة للولایات المتحدة الاميركية وحلفائها ممن یسعون لطمس الهویة الاسلامیة وتقویة الصهیونیة ونهب خیرات وثروات شعوبنا؟

** اعتقد ان هذه مهمة اولی یجب ان یهتم بها کل قادر وکل واع وکل مؤمن وکل مسؤول وکل مثقف ینتمي الی امته والی عقیدته والی هویته. لان هناک مخططات لضرب العرب بالایرانیین او بعض العرب بالایرانیین وتحشید قوى سنیة مقابل قوى شیعیة. ان کل من یضع العروبة مقابل الاسلام والاسلام مقابل العروبة والسنة مقابل الشیعة والشیعة مقابل السنة، فانه بذلك يضمر الشر للمسلمین وقضایاهم وللعرب وقضایاهم. ان هناک بعض المسؤولین الذین یحافظون علی وجودهم من خلال الالتحام مع الولایات المتحدة وما تطرحه وتروج له وهولاء یجب ان نوضح لهم موقف الشعوب. ان الشعوب والمثقفین یرفضون برمتهم العداءات والحروب والعدوان والفتنة بین ایران والبلدان العربیة وبین السنة والشیعة وبین ای طرف مسلم وطرف اخر تحت ای شعار.
علینا ان نقول للمتطرفین فی کل المواقع ، فی ای بلد عربی وفی ای بلد مسلم انکم تسیئون للامة وتساعدون العدو فی تطرفکم. فنحن مستهدفون ویریدون لنا ان یقتل احدنا الاخر ویریدون ان یبقوا مهیمنین علينا ومصدرين للفتن الينا، ويريدون السيطرة علی الطاقة واوضاع المنطقة ولذلک یجب القضاء علی الفتن والتعصب وهذه مسؤولیة الجمیع وکل الشعوب فی العالم العربي والاسلامي.
* هل من کلمه لتدعیم دور الاعلام فی تقریب وجهات النظر وانفتاح الاعلام الایرانی علی الاعلام العربی بالعكس؟ مع الاشارة الي بعض الصحف ووسائل الاعلام العربیة التی يبدو انها تتناغم مع المشروع الاستکباری الامریکی من حیث تدری او لا تدری.
** ما تقوله صحیح وهناک اختراقات فی الاعلام وهذه الخروقات مضرة لاسیما فی الاعلام العربی وبعض مواقعه. نعم هناک تسلل لاراء ولاشخاص ولمواقف مرتبطة بالغرب او بأجهزة معينة ولها سیاسات معادیة للامة، واقصد الامتین العربیة والاسلامیة، وتروج للعدو والعدوان.
* کیف تقرأون المستقبل فی ظل ممارسات امیرکا وحلفائها فی الوقت الحاضر لاسیما وان الامة مستهدفة اساسا ؟ وکیف تقیمون تهدیدات اميركا و من معها ؟
** ان الولایات المتحدة وفی ضوء السیاسات الحالیة للمحافظین الجدد المتحالفین مع الصهاینة هي ضد الهویة العربیة والاسلامیة. وهؤلاء یریدون القضاء علینا باشکال مختلفة واعادتنا الی عصورمتخلفة ومنعنا من امتلاک ای علم وای معرفة وای تقنیة تمکننا من الدفاع عن انفسنا. ان الولایات المتحده الامریکیة هی عدو وهی حلیف للکیان الصهیونی. وانه لايمكن النظر الى جورج بوش کانسان عاقل. وهم لايريدون لنا ان ندافع عن المقاومة التی تصنفها الادارة الاميركية حسب طلب اسرائیل فی خانة الارهاب، وتصنف حزب الله اللبناني والمقاومة ضد الاحتلال بالارهاب، وتعتبر ایران وسوریة داعمتين للارهاب.
في حين انهم هم الذین یشنون الارهاب علی الاخرین وهم الذین یجب ان نصنفهم دولا معادیة للسلام ومعادیة للشعوب، وتمارس الارهاب وتهیمن وتسیطر وتقتل وتهدد علی هواها. یجب ان نسعی لامتلاک كل اشكال القوة والقدرة للدفاع عن انفسنا فی کل المراحل.

* شکرا علی هذه المقابلة.