رمز الخبر: ۵۷۱۷
تأريخ النشر: 13:07 - 09 August 2008
وصف الشاعر العربي أحمد فؤاد نجم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بأنه رائد العرب و اعتبر انور السادات بأنه خائن فيما وجد في السيد حسن نصر الله بأنه نبتة طيبة و حفيد الحسين مؤكدا ان «اسرائيل» ستزول .
و افادت وكالة انباء فارس بأن تصريح هذا الشاعر جاء في اطار حوار اجراه الكاتب و الصحافي ابراهيم عرب لصحيفة «الحقيقة» حيث أكد فيه معاداته لكل الأنظمة العربية و إنتمائه إلى "الثقافة الإسلامية ومدرسة المقاومة" .
و اعرب هذا الشاعر عن عدم خشيته من "الأنظمة العربية البوليسية" و أكد أن المتربصين كثر مشددا علي اعتقاده بأن الكيان الصهيوني سيزول .
و فيما جانب من حوار ، أقل ما يقال عنه أنه حار و مشوق :
* كيف تقرأ إنجاز تحرير الأسرى على يد المقاومة في لبنان ؟
- أراه بداية جديدة في الصراع العربي – الإسرائيلي ، و أنا متفائل جداً .. و ما حدث شيء يرفع الرأس و يجعلك تفخر أنك إنسان عربي .
* هذا الإنتصار يتزامن مع الذكرى الثانية لإنتصار تموز 2006 والذكرى السادسة والخمسين لثورة 23 تموز في مصر، ما هو السر في هذا الأمر ؟
- تموز هذا شهر جميل بالنسبة لنا و"قدمو علينا حلو وده عمل ربنا".. حزيران شهر الهزيمة وكذلك أيار.. في أيار 1948 اغتصبت فلسطين، وأيار 1971 قفز السادات على السلطة ليرتكب خيانته التي مزقتنا حتى الآن.. وفي أيار 1969 قُبض عليّ لأعتقل ست سنوات.. أنا لا أحب شهر أيار رغم أنني ولدت فيه .
* لماذا توصف بالشاعر العربي المشاكس؟
- لأني مشاكس ولا أبلع لساني ، فأمي أم مرسي التي ربتني قالت لي : "إياك أن تقول للقرد يا قمر و إياك أن تبلع لسانك، ربنا خلق لك لسانك حتى تعبر عن اللي عايز تقولو" . وأنا كنت أحب أمي جداً.. وأنا أعمل بنصيحتها "اللي ودتني بداهية".. وأنا فخور لأنها ربتني وعلمتني، فأبي توفي وعمري ست سنوات، فهي التي تولت تربيتي وتثقيفي وصنعتني كرجل.. وقالت لي: "إنت الرجل بين أولادي" رغم أن لدي ست إخوة شباب.. وفي الريف المصري للذكر مكانة أهم من الفتاة..
- ألم تندم على هذه المشاكسة ؟
أبداً، لو عاد بي التاريخ لأخترت أحمد فؤاد نجم المشاكس ربيب السجون والمعادي لكل الأنظمة العربية العميلة والمتخلفة.. أندم على ماذا؟..
* ما هو النهج الفكري والسياسي الذي تنتمي إليه؟
"أنا أنتمي إلى الفلاح المصري وفكره ونحن كلنا ثقافتنا إسلامية.. والإسلام فيه نقاط كثيرة مضيئة لدرجة الإبهار منها الإمام علي رضي الله عنه وآل بيته والإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة وكثر غيرهم لا يمكن عدهم" ..
* لماذا لا يزال أحمد فؤاد نجم يحب جمال عبد الناصر ، على الرغم من أنه سجن في عهده؟
- أنا لم أسجن في عهده فقط . عبد الناصر سقط وهو يقاوم ولم يستسلم . عبد الناصر هو شرفنا وهو رائد العرب .
* من عبد الناصر إلى السيد حسن نصر الله .. ماذا يعني لكم هذا الرجل ؟
هو نبتة طيبة .. في الأرض العربية و هو يتميز عن عبد الناصر بأنه حفيد الحسين .. عبد الناصر هو رجل صعيدي مصري وفارس عربي.. أما السيد نصر الله فهو حفيد الحسين و رسول الله .
* ألا تخشى من وصفك للسيد نصر الله بأنه حفيد الحسين أن تستثير عصبيات مذهبية في هذا الإطار؟
- "اللي يثار يطلع دين أمه" ، هو حفيد الحسين فعلاً ، هل يوجد أحد ضد الإمام الحسين ؟ و من مثل في جثته هو في مزبلة التاريخ الآن .. لكن يبقى الحسين الرمز سيد شباب أهل الجنة .
* عم أحمد ، هل يتأثر الشارع العربي بالسجالات السياسية الداخلية في لبنان و التي تسيء لمكانة وموقع السيد نصر الله؟
- عندما خرج قوم قريش و هجموا على رسول الله و رشقوه بالحجارة وسلطوا عليه الأولاد في الطائف، وقال رسول الله "اللهم إني إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين وأنت رب المستضعفين وربي، وإن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي".. عندما لا يغضب ربنا "يولعو بكاز بقا".. وطبعا السيد نصر الله سيجد من يهاجمه ويرشقه بالحجارة.. ودائماً الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة.. أما الشجرة العاقر فماذا تريد منها؟..
* ألا تخاف أن تؤدي بك مواقفك إلى السجن مجدداً ؟
- لا أخشى أبداً .. بعد ثمانية عشر عاماً لن أخشى شيء...
* هل أنت ممنوع من الدخول إلى دول عربية؟
- طبعاً .. السعودية و كنت ممنوع من دخول الكويت وذهبت اليها مرة "وحرّمت".. وبصراحة أنا الذي أمنع نفسي.. واليوم أستطيع أن أذهب الى السعودية بغرض أداء العمرة دون أن يلاحظ أحد..
* و ماذا عن التهديدات؟
- التهديدات كثيرة .. لكن إسألني إن كنت خائفاً أم لا؟.. المتربصون كثر ولكن لا أخاف أبداً.
* من يهدد أحمد فؤاد نجم؟
- الأنظمة العربية البوليسية.
* .. و حتى "النظام" المصري؟
- هو أولهم و على رأسهم ..
* طيب و كيف يسمحون لك بالتنقل بحرية؟
- عليك أن تسألهم .. هم يئسوا .. و لأن إسمي صار مطروحاً على الساحة العالمية .. وليس لدي أصدقاء بل تلامذة وصحفيين فرنسيين و إنكليز و أمريكيين و لبنانيين طبعاً .. فهم يخافون من هذا الأمر .
* يعني أن تثبت تهمة التحريض على نفسك؟
- نعم وهذا شرف لا أدعيه..
* وعلى ماذا تحرض؟
- أحرض على الثورة من المحيط إلى الخليج ( الفارسي ) ..
* هل تحتاج مصر اليوم إلى ثورة يوليو جديدة؟
- لا مصر القادمة ستكون ثورة شعبية إن شاء الله..
* أين الشعب المصري مما يجري في مصر وخارجها؟
- الشعب المصري يجلس ويتابع ويكون رأي.. وعندما يحين الوقت سينتفض.. وعندها الخريطة ستتغير ليس في العالم العربي بل في العالم كله..
* في زمن الإنتصارات .. يصر البعض على المفاوضات ولقاء إيهود أولمرت وإيهود باراك وغيرهما؟
- فليذهبوا إلى الجحيم هم و فضائحهم ..
* ماذا تقول لهم؟
- أقول لهم "روحوا في ستين داهية" وإلى مزابل التاريخ.. ولا ينفع أن اقول لهم شيئاً..
* ألا تدعوهم إلى العودة لخيار المقاومة؟
- أتمنى لكنهم لا يسمعون .. فهل أنت تُسمع الصم الدعاء.. ربنا ختم قلوبهم وأبصارهم وعيونهم ولست أنا..
* هل كنت تتوقع أن يخرج سمير القنطار من الأسر؟
- نعم
* وما الدافع إلى ذلك؟
- الإيمان بالمقاومة .. أنا من تلامذة مدرسة المقاومة.. ثقافة المقاومة شربتها وأنا صغير.. والمقاومة هي الحياة.. سأقول لك شيء، تخيل بنت عندها 16 عاماً ورجل متوحش حاول يغتصبها.. هي ستقاومه و"لازم تقاومه حتى تعيش بشرف"..
* ما هو الإنتصار الذي تترقبه بعد الأسرى وتحرير أغلب الأرض اللبنانية المحتلة؟
- الإنتصار المقبل والذي أنتظره هو تحرير كامل التراب الفلسطيني..
* ألا تبالغ في ذلك؟
- مبالغة ، لماذا؟ هل كان أحد يصدق أن العالم كله سيتواطأ على حزب الله الذي واجه عدواً شرساً يمتلك أسلحة دمار شامل ومن ثم ينتصر عليه.. وبقي مجلس الأمن يماطل في إعلان وقف إطلاق النار بناء على طلب من القادة العسكريين الإسرائيليين حتى يحققوا إنجازاً ما ..أنا مغرم بالإحصائيات، في اليوم الأخير لحرب تموز، أطلق خلاله أكبر كم من الصواريخ على العدو الصهيوني..
* عم أحمد ، شهدت على هزائم كبيرة من النكبة إلى النكسة و ما قيل إنها إتفاقيات سلام، واليوم تعيش في زمن إنتصار تموز وتحرير الأسرى، ماذا تقول؟
- هذه طبيعة الحياة .. و عمري لم أيأس ولا يأس مع الحياة .. إفترض أن جيلك "خايب" هل تستطيع أن تسحب خيبة جيلك على الجيل القادم؟، هذا ليس من حقك!! ونحن اليوم ننتظر ثورة فكرية وثقافية أيضاً.. واستوقفني سؤال لإحدى الفتيات عن التيار الناصري (نسبة لعبد الناصر) و ما إذا كنا سنشهد التيار النصري بين العرب (نسبة لنصر الله)؟.. فقلت لها سيكون إسمه "التيار النصر اللاوي".. أنا أعرف مدى محبة المصريين للسيد حسن نصر الله وكم هم سعداء بإنتصارات المقاومة ومدى سخطهم عندما يرون الأنظمة العربية تتواطأ على حزب الله..
* في ظل هذا التفاؤل الذي تعيشه ، هناك من يطالب بنزع سلاح حزب الله في الداخل اللبناني ..
- من يستطيع نزع السلاح "يورينا".. أنا أصدق السيد حسن نصر الله عندما قال إن أي يد ستمتد إلى السلاح سنقطعها.. وأنا متأكد من هذا الكلام..
* لكن عم أحمد .. البعض وصف ما جرى في 7 و8 أيار في لبنان بأن حزب الله الشيعي رفع سلاحه بوجه السنة، ما رأيك؟
- هذا ليس صحيح .. وفي لقائي الوحيد مع السيد نصر الله قلت له "لدي معلومة لا أدري إن كنت تعرفها.. وهي أن أشد الناس حماسة لحزب الله هم المسيحيون المصريون".. فرد السيد نصر الله بالقول:"أنا أعلم وهذه هي مصر".. ماذا تعني سنة وشيعة؟؟ .. هل موقفي الرافض لعدم التمثيل بجثة الحسين يعني أنا كافر.. وهل كل السنة فعلاً مع إغتيال سيدنا الحسين والتمثيل بجثته وخزق عينيه؟.. لا تصدق أي كلام عن وجود سنة وشيعة هناك مسلمون.. وإذا كان يقصد بالشيعة أنهم شيعة أهل البيت "فيا بختهم".. الشعب المصري كله من دروايش أهل البيت.. ولا يوجد أحد دلّع أهل البيت أو إتدلع عليهم مثل المصريين.. نحن نلقبهم بأسماء، السيدة زينب نسميها أم هاشم وأم العواجز ورئيسة الديوان و"ندهة المنضام" أي نداء المظلوم.. ولو كنت في مصر وأردت الذهاب إلى مقام سيدنا الحسين، أوقف أي سائق تاكسي واطلب منه أن يذهب بك إلى "سيدنا" وهو سيذهب بك إلى المقام دون أن تقول له الحسين..
* إذاً من المسؤول عن التحريض المذهبي؟
- في الأول ، عليك بالإشارة إلى الصهيونية و ليس اليهود .. أنا لست ضد اليهود و بعض أصدقائي منهم .. ومن ثم الكيان الشرير الذي يسمى أمريكا ، الذي بدأ العد التنازلي إن شاء الله لنهايته (وح يروح في داهية زي غيرو).. أعداء الأمة هم من يحرضون على الفتنة.. في زمن الإنتداب البريطاني رُفع شعار فرق تسد للإيقاع بين المسلمين والمسيحيين، فرد على ذلك الشعب المصري في ثورة 1919 بشعار "عاشت وحدة الهلال مع الصليب".
* و هذا ما يجري اليوم في مصر ؟
- صحيح هم يحاولون.. ولن يستطيعوا الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين.. فأنا لا أقدر أن أقتل أو أوجه إهانة إلى جاري "أبو مايكل"، لأن زوجته أرضعت ابنتي زينب..
* المقاومة الفعلية اليوم هي في لبنان لأنها تحقق إنتصارات .. لماذا أنت مصرّ على التفاؤل رغم ما يجري في فلسطين والعراق والسودان؟..
- لا تقلق ولا تخاف .. "العدوى" ستنتقل من لبنان إلى كل الوطن العربي .. و أنا متأكد من ذلك كما أن هذه الأنظمة الموجودة ستسقط.. و على الإنتفاضات الشعبية والجماهيرية أن تواجه بداية النظام الحاكم لأنه هو العميل وهو الذي يحكم بإسم اليهود والأميركيين..
* ما هي قراءتك لواقع المثقفين والشعراء، وهل حقاً هنك أزمة؟
- نعم هناك أزمة مثقفين .. لكن هناك مثقفون يقاومون و هم الأمل.. المثقفون المقاومون يتكاثرون.. وهناك أيضاً أزمة شعر وشعراء.. وحى شعراء الأرض المحتلة صمتوا.. شاعر مثل محمود درويش عندما يصمت يعني هناك كارثة.. ولكن لا تخاف سيخرج شعراء كثر.. فالمرأة العربية هي التي تخوض المعركة وتحافظ على وجودنا وتمنع تحولنا الى هنود حمر.. المرأة العربية التي أنجبت ستة أولاد هي عاقر.. المرأة العربية موجودة وهي التي تقود الصراع.. أمك وأمي، زوجتك وزوجتي، خالتك وخالتي هن يقدن الصراع..
* طالما أنك تناولت محمود درويش، هل أنت عاتب عليه؟
- أنا "زعلان" عليه و لست "زعلان" منه.. محمود درويش نعمة من عند الله و هو عبقرية عظيمة.. إنما صمته غير مفهوم، وحتى قصيدته الأخيرة "لاعب النرد"، ما المقصود بها وهل الوقت مناسب للعب النرد؟ فأين محمود درويش أيام "سجل أنا عربي"؟ لا تقلق سيولد مئة محمود درويش ومئة أحمد فؤاد نجم ومئة بيرم تونسي جديد...
* إن أردت أن تعطي شعرك لأحد يغنيه، فلمن تعطيه؟
- لا أحد.. "ما حدش بغني كويس".. اليوم لا يوجد غناء.. وأنا أتهم النظام السعودي بمحاولة تدمير وتخريب الوجدان والذوق والثقافة والفن العربي..
* أنت تصعد مجدداً؟
- طبعاً.. يعني أنت تطلب مني أن أرى السارق يمد يده إلى جيبي ولا أفعل شيئاً..
* ألا تظلم السعودية بهذا الكلام؟
- "يا رب يولعوا بكاز".. من أعطاهم الإذن بنهب ثروات العرب ويضعونها في جيوبهم ويؤمنون عليها في المصارف الأميركية.. أي عند رعاة البقر واللصوص ولصوص الحضارة و"بلطجية".. ومن يهادنهم هو خائن..
* عم أحمد.. حياتك مليئة بالحكايات الفرحة والمحزنة وأنت اليوم تجد نفسك فجأة أمام إنتصارات، ماذا تقول؟
- الأيام دول.. يوم لك ويوم عليك.. وتحرير الأسرى والجثامين هو إنتصار عسكري.. ونحن لأول مرة نفكر بإستعاد جثامين ورفات الإنسان العربي الذي لا تحترمه الأنظمة وهو حي.. فهناك معنى جميل بإسترداد جثامين الشهداء لدفنهم في تراب الوطن..
* و من بين الجثامين.. رفات دلال المغربي..
- نعم .. ربنا ثأر لها.. دلال المغربي عندما استشهدت كان السادات ارتكب خيانته.. فوضعوا صورة لجثتها في جريدة الأهرام على الصفحة الأولى وكتبوا تحتها "الإرهابية الفلسطينية".. أنظر اليوم كيف حصل رد الإعتبار..
* ماذا تقول لدلال المغربي؟
- نحن ردينا لك اعتبارك .. و نعدك وعد شرف أن ما استشهدتي من أجله ستواصله الأجيال القادمة ولا تقلقي.. فقضية فلسطين لا زالت حية وإن كان العالم والأنظمة العربية العميلة تآمرت عليها..
* جو الإنتصارات هذا.. هل هو ملهم لكتابة الشعر؟
- بالتأكيد.. وأعدك أني سأكتب شعر لأني لم أكتب منذ فترة نتيجة المناخ كان ضبابي.. لا تعرف إن كان أبيضاً أو أسوداً أو دافئ
* طيب المناخ اليوم، كيف تجده؟
- الشمس بدأت تشرق على ربى هذا الوطن وستسطع بنورها من أقصاه إلى أقصاه.. "انت عاوز ايه كمان دنت طماع أوي"..
* كلمتك الأخيرة للشعب العربي؟
- أقول له "شد حيلك" و قلبي معك.. وممكن هزيمة كل قوى الشر وتركيعهم ونفرض شروطنا عليهم.. ولأول مرة إسرائيل لا تشترط بل يشترط عليها..
/ نهاية الخبر / .