رمز الخبر: ۵۷۳۴
تأريخ النشر: 08:30 - 10 August 2008
ان ايران والجزائر وبسبب موقعهما المهم في منطقتي الخليج الفارسي والبحر الابيض المتوسط على التوالي يتمتعان بطاقات هائله للنهوض بالعلاقات والاضطلاع بدور مميز في التطورات الاقليمية والدولية.
عصر ايران – يقوم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم الاحد 10 اب/اغسطس بزيارة الى ايران على راس وفد رفيع تلبية لدعوة من نظيره الايراني محمود احمدي نجاد لتفتح هذه الزيارة صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الصديقين والشقيقين.

واوردت وكالة انباء "فارس": في تقرير لها بهذه المناسبة ان ايران والجزائر وبسبب موقعهما المهم في منطقتي الخليج الفارسي والبحر الابيض المتوسط على التوالي يتمتعان بطاقات هائله للنهوض بالعلاقات والاضطلاع بدور مميز في التطورات الاقليمية والدولية.

وفي هذا الخصوص اكد وزير الخارجية الايراني منوجهر متكي تزامنا مع افتتاح مكتب تمثيل مصنع "ايران خودرو" الايراني لانتاج السيارات في الجزائر العاصمة العام الماضي بان الجزائر تحتل موقعا مميزا في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلاميه الايرانية.

ان طهران والجزائر وبسبب القواسم المشتركة بينهما لاسيما رؤيتهما المشتركة تجاه قضايا العالم الاسلامي والتطورات الاقليمية والدولية بما في ذلك تطابق المواقف فيما يخص الشعب الفلسطيني المظلوم والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني بوسعهما الاضطلاع بدور مهم لحماية مصالح العالم الاسلامي ومواجهة مؤامرات الاعداء.

وتابعت "فارس" ان العلاقات الطيبة بين ايران والجزائر لم تبق بمناي عن حقد الاعداء الذين مافتئوا على المساس بها ، ففي اعقاب التطورات التي شهدتها الجزائر عام 1990 واتهام الحكومة الجزائرية آنذاك ، للجمهورية الاسلاميه الايرانية بدعم الاسلاميين والتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر ، شهدت العلاقات بين البلدين فتورا وتراجعا الا ان اقدمت الحكومة الجزائرية في عام 1993 على قطع العلاقات مع ايران من جانب واحد.

واستمر الفتور في العلاقات بين طهران والجزائر الى ان تولى عبد العزيز بوتفليقة الرئاسة في الجزائر وعندها بدأ جليد العلاقات يذوب شيا فشيئا اذ عبر الرئيس بوتفليقة عن حرصه على تحسين العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وفي اعقاب ذلك ، وكاول خطوة رسمية ومهمه لايجاد انفراج في العلاقات بين البلدين قام عبد القادر بن صالح رئيس البرلمان الجزائري بزيارة الي طهران للمشاركة في الاجتماع الطارئ لاتحاد البرلمانات الدولي والتقى على هامش الاجتماع الرئيس الايراني ورئيس البرلمان ووزير الخارجية الايرانيين آنذاك.

واول لقاء بين الرئيسين الايراني والجزائري ، عقد على هامش مؤتمر الفية الامم المتحدة في نيويورك عام 2000 اذ اصدر الجانبان بيانا اكدا فيه على استئناف العلاقات على مستوى السفراء وافتتحت سفارتا البلدين في عاصمة البلد الاخر في شتاء العام ذاته. وبعدها قام الرئيس بوتفليقة بزيارة الى طهران عام 2003 فيما قام الرئيس الايراني آنذاك محمد خاتمي بزيارة الى الجزائر عام 2004.

وفي ايار/مايو من العام الماضي قام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بزيارة الى الجزائر لتستضيف طهران اليوم الرئيس بوتفليقة بدعوة من نظيرة الايراني.

والجزائر التي حاربت الاستعمار الفرنسي ، وقدمت مليون شهيد على هذا الطريق تسمي "بلد المليون شهيد".ان هذا العدد من الشهداء هم غير الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الجيش الفرنسي اواخر القرن التاسع عشر بقيادة الامير عبد القادر الجزائري من اجل تحرير بلادهم.

وفي 30 كانون الثاني/يناير تولى امين زروال الرئاسة في الجزائر واعلن في نيسان/ابريل 1999 بانه سيتم اجراء انتخابات رئاسية حرة حيث انتخب فيها الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة في 16 نيسان/ابريل 1999.

واستطاع الرئيس بوتفليقة في انتخابات 2004 ان ينال اكثر من 83 بالمائة من اصوات الناخبين وان يصبح رئيسا للجزائر للمرة الثانية على التوالي.
وخلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس بوتفليقة الى ايران ، سيحظى بلقاء قائد الثورة الاسلامية سماحة ايه الله العظمى السيد على الخامنئي كما سيلتقي نظيره الايراني محمود احمدي نجاد ورئيس البرلمان علي لاريجاني ووزير الخارجية منوجهر متكي وعددا اخر من كبار المسؤولين الايرانيين.

وعشية الزيارة ، اعتبر السفير الايراني لدى الجزائر حسين عبدي ابيانة في مقابلة مع"فارس" هذه الزيارة بانها تشكل منعطفا في تاريخ العلاقات بين البلدين وللمنطقة ايضا وقال ان علاقات التعاون بين ايران والجزائر يجب ان تتطور يوما بعد يوم بسبب الموقع الجيو استراتيجي الذي تتمتع به ايران في منطقة الخليج الفارسي وكونها همزة الوصل بين الشرق والغرب وكذلك الموقع المهم والاستراتيجي الذي تتمتع به الجزائر في منطقة البحر الابيض المتوسط.

ان ايران والجزائر وبسبب امتلاكهما مصادر النفط والغاز وعضويتهما في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) بامكانهما لعب دور مؤثر في اسواق الطاقة العالمية.

وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد رحب بالاقتراح الذي تقدم به قائد الثورة الاسلامية بتشكيل اوبك للغاز. كما انه يجب التاكيد على المواقف الايجابية الجزائرية تجاه البرنامج النووي الايراني السلمي.

وخلال استقبال الرئيس احمدي نجاد لوزير خارجية الجزائر مراد مدلسي على هامش الاجتماع الوزاري ال15 لحركة عدم الانحياز الذي عقد اخيرا في طهران، اعتبر الرئيس احمدي نجاد ، ايران بانها البلد الثاني للمسؤولين الجزائريين وشدد على اهمية المزيد من تدعيم العلاقات بين البلدين.

ورغم القواسم والاواصر المشركة بين البلدين وطاقاتهما الهائلة فان حجم التعاون التجاري بينهما لم يرق الى المستوى المرجو والمؤمل ان تسهم زيارة الرئيس بوتفليقة الى طهران في النهوض بالعلاقات الاقتصادية والتجارية تاسيا بالعلاقات السياسية الطيبة بينهما.

وفي هذا الاطار وصل الوفد الوزاري الجزائري الذي يرافق الرئيس عبد العزيز بوتفليقه في زيارته الي ايران امس الى طهران.

ويتعلق الامر بوزير الشوون الخارجيه مراد مدلسي ووزير الطاقه والمناجم شكيب خليل ووزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس الجانب الجزائري في اللجنه المشتركه الايرانيه الجزائريه رشيد حراوبيه ووزير السكن نورالدين موسي ووزير الصحه واصلاح المستشفيات سعيد بركات.

وبالنظر الي طبيعه الوفد الذي وصل الى طهران، فان التعاون في مجال الطاقه والبناء والصحه سيكون محور المحادثات التي ستجمع الوفدين الايراني والجزائري خلال هذه الزياره.

ومن المتوقع ان يتم تعميق التشاور بين وزيري طاقه البلدين بشان فكره انشاء كارتل للدول المصدره للغاز علي غرار اوبك للنفط.

وستكون مساله التعاون الطاقوي وتبادل المحروقات، خاصه في مجال البيتروكيمياويات حيث يعتبر البلدان رائدان في ذلك، من اهم النقاط التي سيتم التطرق لها.

كما ينتظر ان يتم التطرق الي سبل التعاون بين البلدين في قطاع السكن والعمران علي ضوء المباحثات التي تمت بين وزير السكن الايراني سعيدي كيا خلال زيارته الاخيره الي الجزائر مع وزير السكن الجزائري نورالدين موسي.

وفي نفس السياق سيتم الحديث عن تبادل الخبرات بين البلدين في مجال البناء المضاد للزلازل، بالنظر الي الطبيعه الجيولوجيه المتشابهه للبلدين كونهما منطقتين تشهدان نشاطا زلزاليا.

وفي مجال الصحه يشكل الاهتمام الجزائري بتقليص فاتوره استيراد الدواء احد اهم التحديات التي تبحث الجزائر عن شركاء في مجال صناعه الادويه، خاصه لبعض الامراض الخاصه.

يذكر ان اللجنه المشتركه الايرانيه الجزائريه كانت قد عقدت دورتها الثالثه بالجزائر في ‪ ۱۳‬تموز / يوليو الماضي.

ويرتقب خلال هذه الزياره التوقيع علي عدد من الاتفاقيات التي تم التباحث بشانها.