رمز الخبر: ۶۰۰۹
تأريخ النشر: 09:04 - 20 August 2008
يقول محللون فلسطينيون ان اعلان ايهود اولمرت رئيس وزراء الكيان الصهيوني عزمه اعتزال الحياه السياسيه سيوثر علي التسويه المتعثره اصلا بين الفلسطينيين مع الكيان الصهيوني وسيعيد خلط الاوراق السياسيه والحزبيه داخل الكيان الصهيوني .

ويري مراقبون باعلان السلطه الفلسطينيه بان عزم ايهود اولمرت اعتزال الحياه السياسيه بانه امر داخلي اسرائيلي، وان السلطه تتعامل مع الكيان الصهيوني ايا ما كان ، هو موقف بروتوكولي وليس سياسي لانها لا تملك رسميا القول غير ذلك بينما في حقيقه الامر تعرف السلطه جيدا ان لتداعيات تغيير الخريطه الحزبيه الحاكمه في الكيان الصهيوني انعكاسات علي الوضع الفلسطيني اولي النتائج وفي الخطوات الاولي المتوقعه علي الصعيد كيان الاحتلال بعد اعلان اولمرت،الاعتزال بان يتم تشكيل حكومه صهيونيه قادمه من قبل الفائز في الانتخابات التي يجريها حزب كاديما لخلافه اولمرت في شهر ايلول القادم وفي حاله الاخفاق في تشكيل الحكومه الجديده من قبل الشخص الجديد فان الكيان الصهيوني سيذهب الي انتخابات مبكره مطلع العام القادم.

وبراي فلسطينيين متخصصين في الشان الصهيوني فان الفتره الفاصله منذ الان ولغايه الانتخابات المبكره ستصل الي عده اشهر وهي الفتره المتبقيه حتي نهايه العام،التي تتزامن مع نهايه فتره رئاسه بوش الثانيه،اي ان وعد بوش بالتوصل الي معاهده سلام او اقامه دوله فلسطينيه قبل رحيله لن يتحقق.

ويري محللون ان رحيل اولمرت المتوقع سيجمد ويضرب مسار التسويه فهو كان علي الاقل يحاول التوصل الي شي‌ء لكي يساعده علي البقاء في سده الحكم بعد هزيمه جيش الاحتلال في حرب تموز ‪،۲۰۰۶‬ضد حزب الله وبعد الفضائح المتلاحقه التي اصبحت تحيط باولمرت من كل جانب.

وفي استشراق ملامح المرحله القادمه لاي رئيس وزراء صهيوني جديد يري متخصصون في الشان الاسرائيلي في عمان ان‌اي رئيس وزراء جديد خصوصا انه سيستلم مقاليد الحكم، وحكومته تمر في فتره انتقاليه، لن يكون متحمسا ولا راغبا ولا قادرا علي اتخاذ قرارات مصيريه جوهريه، هذا اذا تراس الحكومه زعيم كاديما الجديد، اما اذا جرت انتخابات مبكره فاليمين بزعامه بنيامين نتيناهو هو المرشح الاقوي للفوز فيها، وهذا يشكل ضربه قويه، وربما تكون قاصمه لما يسمي عمليه السلام.

بنظر الاطراف المعتدله فلسطينيا وعربيا التي كانت تامل ان يتم التوصل الي شي‌ء مع اولمرت خلافا للموقف الشعبي الفلسطيني ولموقف غالبيه القوي الفلسطينيه المعارضه لنهج المفاوضات التي تجريها السلطه مع الكيان الاسرائيلي والتي تعتقد بعبثيه المفاوضات وبراي المعارضين علي المستوي الفصائلي او الشعبي الفلسطيني فان المفاوضات بوجود اولمرت وبدون وجوده لن تحقق انجاز للفلسطينيين ويعكس عبد الرحيم ملوح عضو اللجنه التنفيذيه لمنظمه التحرير الفلسطينيه ونائب الامين العام للجبهه الشعبيه لتحرير فلسطين المعارضه لنهج المفاوضات راي المعارضه الفلسطينيه بقوله حتي بدون اعلان اولمرت، فان المفاوضات لم تحرز تقدما حاسما، ودارت حول نفسها بدون مرجعيه واضحه وملزمه، ولم يكن من المحتمل ان تصل الي نتيجه حاسمه حتي لو ظل اولمرت في الحكم، ولم يكن من المحتمل ان تودي الي اتفاق سلام قادر علي انهاء الاحتلال، وانهاء الصراع علي اسس تحقق الحد الادني من الحقوق والمصالح الفلسطينيه المكرسه في القانون الدولي وقرارات الشرعيه الدوليه.

وتابع ملوح القول في ظل حكومه اولمرت كان هناك وهم يسمي عمليه سلام. وكان هناك وعد بوش بان هذه العمليه ستحقق السلام واقامه الدوله قبل نهايه هذا العام، وهذا الوهم تلقي ضربه كبيره باعتزام اولمرت الرحيل.

ويري محللون فلسطينيون ان الواقع الصهيوني القائم راهنا يوكد ان العدو الصهيوني غير جاهز للسلام، سواء عندما كانت تحت حكم شمعون بيريس (الزعيم الزائف لمعسكر السلام) او في عهود نتنياهو وباراك وشارون واولمرت، او اذا اصبحت تحت حكم تسيبي ليفني او شاوول موفاز او نتنياهو او باراك لان هولاء هم الزعامات المرشحه لتولي مقعد رئاسه وزراء العدو خلال الفتره القادمه.

وبراي كثير من الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها ان كيان الاحتلال غير مستعد وليس راغب في الاستجابه للمطالب الفلسطينيه في حدها الادني كما تطالب السلطه الفلسطينيه.

وبراي العديد من المتابعين الفلسطينيين للشان الصهيوني فايه قراء‌ه في برامج المتنافسين علي خلافه اولمرت او قاده الاحزاب الاخري من خارج كاديما تظهر ان كيان اسرائيل ما زال بعيد عن الاستجابه للمطالب الفلسطينيه او المبادره العربيه لعمليه السلام وان الاتجاه المركزي الغالب فيها يتمحور علي محاوله فرض لاء‌ات صهيونيه في‌اي عرض اسرائيلي للسلام وهو ما لا يمكن ان يقبله اكثر الفلسطينيين اعتدالا لانه لا يحقق لهم لا الحريه ولا الاستقلال ولا اقامه الدوله ولا الانسحاب الاسرائيلي .

ويري كثير من الفلسطينيين ان استمرار التفاوض الفلسطيني مع العدو الصهيوني بعد اشهر من المفاوضات بعد موتمر انابوليس وقبله سنوات من مفاوضات مشابهه لم تود الي تحقيق نتائج جوهريه لصالح الفلسطينيين و يعتقد قطاع واسع من الفلسطينيين ان الاحتلال استخدم المفاوضات لاظهار نفسه امام الراي العام انه راغب بالسلام ولكن حقيقه الامر براي غالبيه الفلسطينيين فان العدو الصهيوني استخدم المفاوضات للتغطيه علي تواصل العدوان والاستيطان والجدار والاعتقالات وعزل القدس والاغوار والحصار الخانق علي قطاع غزه،اي انها تستخدم المفاوضات للتغطيه علي سياسه فرض الحقائق علي الارض التي تجعل الحل الاسرائيلي اكثر واكثر هو الحل الوحيد المطروح والممكن عمليا.

وحتي في المواقف السياسيه والرويه الاسرائيليه لحكومه اولمرت علي الارض فقد اسقطت (حكومه اولمرت )عمليا قضيه اللاجئين من اجنده المفاوضات بتمسكها بيهوديه اسرائيل، ورفضها الاعتراف بالمسووليه التاريخيه والقانونيه والادبيه عن تشريد اللاجئين، ورفضها الموافقه علي عودتهم وتعويضهم، واصرارها علي حل قضيه اللاجئين من خلال التوطين وعوده اعداد منهم الي الدوله الفلسطينيه بعد قيامها، والبحث عن مناطق لجوء جديده لهم وفي موضوع القدس سعت حكومه العدو برئاسه اولمرت الي اسقاط قضيه القدس، واستمرت بتهويد المدينه وفرض الوقائع علي الارض حتي ان اولمرت قال موخرا بان القدس لن تكون في‌اي اتفاق يتم التوصل اليه قبل نهايه هذا العام، وان الاتفاق سيكون علي الامن والحدود وهو ما رفضته السلطه الفلسطينيه كما ترفضه كل القوي الفلسطينيه .

ويعتقد اخرون ان اداره بوش قد تحاول بعد رحيل اولمرت تحقيق انجازشامل بين الفلسطينيين والاسرائيليين واذا تعذر ذلك ستحاول الضغط علي السلطه الفلسطينيه للتوصل الي وثيقه تكون اشبه بمحضر اجتماع يتضمن "التقدم" الذي احرزته المفاوضات حتي الآن والنقاط التي لا تزال محل خلاف، حتي توحي بانها حققت تقدما ولتحقيق ذلك ستحاول الاداره الامريكيه الضغط علي الجانب الفلسطيني حتي تدفعه لقبول وثيقه تحدد اين وصلت المفاوضات، وبحجه انها لا تعكس اتفاقا شاملا ملزما ولا تتضمن تنازلات جوهريه، وانها افضل او اقل سوء‌ا من توقيع اتفاق لا يلبي الحد الادني من مطالب وحقوق الفلسطينيين.

وبراي بعض المحللين فان اهميه هذه الورقه المستهدفه امريكيا انها امام العالم حققت انجازا في التسويه وان من شان تحقيق ذلك براي البعض انها (قضايا الاتفاق ان تحققت) ستكون الجسر الذي يربط ما بين الاداره الاميركيه الحاليه والاداره الاميركيه القادمه، ولمنع نشوء فشل وفراغ تستفيد منه العناصر والقوي والدول المناهضه للتسويه الاميركيه الجاري العمل من اجل فرضها علي المنطقه.

الا ان التيار الاعظم من الفلسطينيين يري بما تبقي من وقت قصير وفي ظل عدم استعداد الكيان الاسرائيلي للاستجابه للمطالب الفلسطينيه وعدم وجود اي موشر علي‌اي ضغط امريكي علي اسرائيل بصعوبه التوصل الي اتفاق فلسطيني اسرائيلي فيما يجزم اخرون باستحاله تحقيق اتفاق شامل بين الفلسطينيين والاسرائيليين وفي النتيجه فان الاقرب الي الواقع هو تبدد الوهم علي امكانيه تحقيق السلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني وبعدم تحقيق رويه بوش باقامه الدوله الفلسطينيه قبل نهايه العام الجاري مما يعني ابقاء باب الصراع الفلسطيني الصهيوني مفتوحا علي تطورات سياسيه جديده.

ارنا/