رمز الخبر: ۶۰۱۶
تأريخ النشر: 09:11 - 20 August 2008
اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أننا نعتقد أن لا تسوية عادلة في المنطقة بل أكثر من هذا لا نرى في الأفق و لا في المستقبل إمكانية تسوية بين الكيان الصهيوني و الفلسطينيين و بالتالي مع العرب بشكل عام .و افادت وكالة انباء فارس نقلا عن موقع قناة المنار أن الشيخ قاسم اشار في احتفال تكريمي اقيم في بيروت لمجموعة من الاطباء الراحلين الي أن في هذه المنطقة يوجد منتصر واحد و مهزوم واحد ، و لا يوجد نصر موزَّع و لا هزيمة موزَّعة ، إما أن ينتصر الكيان الصهيوني و ينهزم العرب و إما أن ينهزم الكيان الغاصب وتنتصر فلسطين و لبنان والعرب ، لا مكان في هذه المنطقة إلا لأحد المهزومَين و أحد المنتصريَن ، و بالتالي المعادلة واضحة و علينا أن نعمل لنبقى في الموقع المنتصر في مقابل الكيان الصهيوني المنهزم .
و اضاف قاسم قائلا : "لا يوجد في هذه المنطقة تسوية عادلة ، إذ كيف يكون هناك تسوية عادلة و الكيان الصهيوني يريد كل شيء من الفلسطينيين و ليس لديه شيء ليعطيه للفلسطينيين ، كل الأرض للفلسطينيين و تريدها، كل الكيان الفلسطيني للفلسطينيين ويريده الكيان المحتل ، إذاً ماذا لدى الصهاينة حتى تعطي من أجل أن تأخذ و تقوم بالمبادلة" .
و تابع الشيخ نعيم قاسم بالقول : "ليس لدي الكيان الصهيوني إلا المجازر و الاعتداءات ، و لديه الفساد و الظلم و الاستكبار العالمي ، و هذا لن يُشيد تسوية مع الفلسطينيين ، لذا في اعتقادنا أن لا تسوية عادلة في المنطقة بل أكثر من هذا لا نرى في الأفق و لا في المستقبل إمكانية تسوية بين الكيان الصهيوني و الفلسطينيين و بالتالي مع العرب بشكل عام" .
و استطرد نائب الامين العام لحزب الله قائلا : "هنا لا بدّ أن نعود إلى لبنان و نراقب بدقة ما حصل بسبب الانتصار ، لقد أسَّس انتصار المقاومة في لبنان لتحرُّر لبنان من الإملاءات الصهيونية و الأمريكية ، و لم نعد اليوم تحت سقف شروطهم ، لأننا نرفضها و لا نقبل لا وصاية أمريكية على لبنان ، و لا ضغطاً صهيونيا لمصلحة المشروع الصهيوني ، بل يمكننا القوم أن الانتصار هو خطوة ضرورية على طريق إلغاء مشروع التوطين الذي كان موجوداً في الأدراج ، و كان عليه بعض التواقيع و هو يريد أن يأخذ مساره ، فجاء الانتصار ليضرب أساساً من أسس التوطين و إن شاء الله نقضي على مشروع التوطين تدريجياً بالقضاء على الحلم الصهيوني من البوابة اللبنانية" .
و اردف قائلا : "نحن نعتبر أن انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان و انتصار شعب لبنان و جيش لبنان أدى إلى قدرة حقيقية في مواجهة كل المؤامرات على تاريخ لبنان و على حاضره و على مستقبله ، لقد أنقذنا بانتصار لبنان كل الواقع الذي نعيشه لمصلحة المستقبل ، و هنا يمكن أن نسجِّل أن اتفاق الدوحة سجَّل عنواناً لترجمة الانتصار العسكري على الكيان الصهيوني بانتصار سياسي في العودة إلى الوحدة و إلى انتخاب الرئيس التوافقي و إلى حكومة الوحدة الوطنية ، و هذا انتصار سياسي واضح تسجَّل باتفاق الدوحة ببركة الانتصار في مواجهة الكيان الصهيوني .
و تابع قائلا : "لقد كرَّس اتفاق الدوحة الانتصار السياسي بشكل عملي بعد الانتصار العسكري ، و بالتالي استطعنا أن ننقذ لبنان من براثن المشروع الصهيوني ، و سجَّلت عملية الرضوان النقطة النهائية التي ثبّتت الانتصار فانتهى جدل الانتصار باحتفال الجميع في عملية الرضوان ، فلم يعد هناك جدل : هل انتصرنا أم لا ؟ كلهم كانوا في المطار ليوقِّعوا على الانتصار من خلال عملية الرضوان ، ما يعني أن الانتصار هو بمفعول رجعي من 14 آب حتى 16 تموز 2008، و من كان عنده نقاش لربما لم تتّضح لديه الصورة ، لكن في مطار بيروت كان يقول أنني أعدت النظر و أنا الآن معكم و ما فعلتموه كان خيراً و هو لمصلحة لبنان و هذا انتصار عظيم و كلنا شركاء فيه ، و هنيئاً للجميع في شراكتهم في هذا الانتصار فنحن نحب أن يكونوا جميعاً معنا في انتصار لبنان و في عزّة لبنان" .
و اكد نائب الامين العام لحزب الله : "أما النقطة الأخيرة التي أودّ الحديث عنها مرتبطة بالحوار على طاولة الحوار ، فنحن لن نناقش جدول أعمال طاولة الحوار عبر وسائل الاعلام ، و لن نناقش في نقاط طاولة الحوار عبر وسائل الاعلام ، سنترك الأمر لطاولة الحوار و رئاسة الجمهورية ، و من كان لديه أي نقطة و أي نقاش أو أي فكرة فعليه أن يمرِّرها بالطرق الطبيعية عبر رئاسة الجمهورية لنجلس على الطاولة و نناقش ، نحن كحزب الله مستعدون لنقاش أي شيء على طاولة الحوار ، و لن ننجرّ إلى نقاشات سياسية بهلوانية عبر وسائل الاعلام ، و أقول لأولئك الذين يبكون على الاطلال إلى اليوم و يتحسّرون على الماضي إلى اليوم : إذا كنتم تظنون أن بكاءكم على الأطلال يُعطيكم رصيداً زائداً في الانتخابات النيابية فتنجحون و تصبحون نواباً فأنتم واهمون ، فقد ملّ الناس من البكاء و يريدون العمل ، و ملّ الناس من تحميل الآخرين المسؤولية و يسألون عن مسؤوليتكم أنتم ماذا فعلتم ؟"
و تابع متسائلا : "أيها الصارخون ماذا قدّمتم لمصلحة الناس ؟ ماذا قدّمتم اقتصادياً ؟ ماذا قدَّمتم اجتماعياً ؟ ماذا قدَّمتم في بناء الدولة ؟ ماذا قدّمتم في تأسيس الحكومة ؟ ماذا قدّمتم لمصلحة إنعاش البلد ؟ هذا هي الأسئلة المطروحة عليكم ، و عليكم أن تُجيبوا الناس ، كلنا معنيُّون أن نقول للناس اليوم بعد اتفاق الدوحة ، و بعد إقفال الملفات السابقة أن نُجيب الناس عن العمل و عن الإنجاز ، و ليس عن المهاترات و لا عن نكء الجراح ، و لا عن التباكي عبر تحميل الآخرين المسؤولية" . و اكد : "اليوم الموالاة و المعارضة شركاء في داخل الحكومة ، فإذا نجحت الحكومة نجح الجميع و إذا فشلت الحكومة فشل الجميع ، لا يحقُّ لأحد من داخل الحكومة أن يخرج و يقول أنني الناجح و زملائي فاشلون ، إذاً أنت ماذا فعلت ؟ فإن لم تكن قادراً على أن تفعل شيئاً فخذ إجراءات تُخرجك من الجماعة بدل أن تكون في داخلها ، تأكل من خيرها و لا تُعطي خيراً للناس ثم تتباكى بأن الآخرين لا يعملون و أنت أول الذين لا يعملون" .
اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله يريد الحكومة مكاناً للعمل و ليس للتجارب و الحكومة التي تفتح كل الملفات الاجتماعية و الاقتصادية و الانمائية و تقدّم مشاريع القوانين إلى المجلس النيابي ، و تبدأ بورشة الإعمار و بناء لبنان .
و حول الحكومة الجديدة قال : "إننا سنكون شركاء فعَّالين في مثل هذه الحكومة ، و لا نريد أن نشكو و لا أن نبكي و لا أن نرمي على الآخرين التهم ، إنما نريد أن نعمل ، فعلى أولئك الذين لم يتعوَّدوا العمل و تعوَّدوا الصراخ أن يرتِّبوا أوضاعهم لأن الزمن القادم هو زمن العمل و ليس زمن التحريض و لا زمن إلقاء المسؤولية على الآخرين" .
/ نهاية الخبر / .