رمز الخبر: ۶۲۵۲
تأريخ النشر: 09:39 - 30 August 2008
أكد المرجع الديني سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله اليوم الجمعة أن فلسطين كانت ، و ستبقى القاعدة التي يمكن من خلالها أن يرتفع البنيان الإسلامي والعربي ، و دعا المسلمين كافة إلى مواجهة الخطر الصهيوني الداهم بالمسؤولية الإسلامية الكبرى ، مؤكدا أن المسجد الأقصى موقع له مكانته في القلوب و النفوس .و افادت وكالة انباء فارس بأن سماحته اعلن ذلك في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت و قال إننا نتطلّع إلى الأمة كلها من النافذة الفلسطينية ، لأن فلسطين كانت وستبقى القاعدة التي يمكن من خلالها أن يرتفع البنيان الإسلامي والعربي ، أو أن يتعرَّض للسقوط و الانهيار .
و اضاف العلامة فضل الله : إننا نرى في الحفريات الصهيونية في موقع المسجد الأقصى ، الخطر الداهم على بنيان المسجد ، لا بل على البنية العربية والإسلامية برمَّتها ، لأنّ ما يفعله الصهاينة ليس هدماً لحائط أو إسقاطاً لجدار في المسجد الذي بارك الله حوله ، لكنهم يعملون لهدم البنيان الإسلامي والعربي كله على رؤوس ساكنيه .
و اضاف ايضا : إننا ندعو المسلمين في العالم إلى مواجهة هذا الخطر الصهيوني الداهم بالمسؤولية الإسلامية الكبرى ، لأن المسجد الأقصى ليس مجرد موقع فلسطيني ، بل هو موقع إسلامي ، و ليس مجرد موقع في الجغرافيا ، و له مكانة في القلوب والنفوس ، الأمر الذي يستدعي حركةً إعلاميةً و سياسيةً وضغوطاً هائلةً لكفّ يد اليهود الغاصبين .
و تساءل العلامة فضل الله قائلا : نحن في الوقت نفسه نسأل الدول العربية التي تقيم علاقات مع العدو في العلن أو في السر : هل باتت فلسطين خارج نطاق حساباتكم بالكامل ؟ و هل خرج المسجد الأقصى نهائياً من جدول أعمالكم حتى تمتنعوا عن القيام و لو بحركة سياسية بهلوانية فيها رائحة تهديد بالمقاطعة ؟! .
و أكد آية الله فضل الله إنَّ المشكلة تكمن في أن الطبقة السياسية العربية و الإسلامية بعامة لا تحترم مقدّساتها ، في الوقت الذي تقدّس «إسرائيل» خرافاتها ، ولا تعير هذه الطبقة اهتماماً لأجيال فلسطينية تموت في السجون و تحت سياط الجلادين ، أو تحت ضغط الحصار والتجويع ، لأن "من يهن يسهل الهوان عليه" .
و انتقد السيد فضل الله "الجامعة العربية" و قال انها أصبحت جامعة المشاكل و التناقضات العربية ، كما رأي أن "منظمة المؤتمر الإسلامي" انسحبت من مسؤولياتها الإسلامية ، و بات الواقع العربي والإسلامي مختصراً في بيانات تصدر ـ وقد لا تصدر إلا بمرسوم ـ و كلمات يهذي بها فلان و علان ، فيما تترك المسألة لـ «إسرائيل» لكي تصادر المياه و الأرض و تواصل زحفها الاستيطاني و تعتقل الآلاف من الفلسطينيين ، حتى إذا أطلقت العشرات منهم صفّق لها العالم المخادع ، و هلّل لها الواقع العربي الرسمي المهادن .
و اشار السيد فضل الله الي حديث كوندليزا رايس وزيرة خارجية امريكا عن تشجيعها للمفاوضات في المنطقة و حلّ الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ، و شدد علي أن هذه المفاوضات باتت تمثل أسلوباً أمريكياً تخديرياً في الوقت الضائع الذي لا تفكر فيه إدارة بوش إلا بإنهاء القضية الفلسطينية ، وتدمير الواقع العربي والإسلامي ، وتمهيد السبيل ـ عبر ذلك ـ لرئيس جمهوري جديد يعبر إلى البيت الأبيض على رابية من الجثث العربية والإسلامية .
و رحّب العلامة فضل الله باللقاءات الحوارية و كل المحاولات لجمع الفصائل الفلسطينية ، و قال : لقد كنا نقول للفلسطينيين دائماً : لا سبيل لمواجهة هذا الواقع الدولي المتآمر و هذا الواقع الاحتلالي الغاشم ، إلا بتماسك ساحتكم الداخلية و ترابط خطوطكم الوحدوية .
و في نفس الوقت حذّر سماحته من ربط هذه اللقاءات بعجلة التفاوض مع العدو ، أو بعجلة الأنظمة العربية ، لأنها أنظمة ما أطلقت عليه أمريكا "الاعتدال" الذي لا تـنظر إليه إلا من نافذة الهزيمة والاستسلام، في الوقت الذي يتطلّع الفلسطينيون إلى فصائل متحدة متعاونة في خط التحرير ، ورفع كاهل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية عن صدر الشعب الفلسطيني المعطاء، الصامد، الصابر .
كما اعتبر سماحته جرائم الاحتلال المتصاعدة في أفغانستان و العراق هي نذر شرّ عليه ، و أنها بداية النهاية له ، لكنه حذّر من أن الاحتلال الأمريكي يزرع الفوضى حيث يحلَّ .
و قال السيد فضل الله أن الإدارة الأميركية معنية بتفتيت الواقع العربي والإسلامي من الداخل و علينا ألا نُخرج ما يجري في باكستان من حسابات هذه الإدارة ، لنعمل ـ في المقابل ـ على إسقاط مشروعها الفوضوي التقسيمي ، ليعرف العالم كله أنَّ من يزرع ريح الفوضى لا يحصد إلا عواصف الفشل .
من جانب اخر اشار سماحته الي ذكري اختطاف الامام موسى الصدر ورفيقيه و قال ان هذه الجريمة الكبرى أريد لها أن لا يكشف النقاب عن تفاصيلها و نحن نؤكد في هذه المناسبة أن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا في الاستمرار بملاحقة المجرمين الذين خططوا لجريمتهم التي أرادت أخفاء علم إسلامي و ركن لبناني يمثل العلم والعطاء والانفتاح والوحدة على جميع المستويات .
كما أكد السيد فضل الله انه لا يكفي ان تتحرك الملاحقة على المستويات الإعلامية ، بل لا بد من التحرك وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي كله لكشف الحقيقة والمجرمين .
/ نهاية الخبر / .