رمز الخبر: ۶۳۱۰
تأريخ النشر: 11:35 - 01 September 2008
ويمكن القون ان مشاركة رئيس الجمهورية في هذه القمة اعطت دلائل عملية تؤكد على ان دور طهران في المعادلات الدولية غير قابل للتجاهل او الاقصاء حتى ولو سعت الاطراف الغربية والصهيونية للتعتيم عليه او اهماله بشكل او باخر.
عصر ايران ، حمزة هادي حميدي – على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون (27-28 اب 2008) والتي شاركت فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية بصفة عضو مراقب واتت الرئيس الدكتور محمود احمدي نجاد فرصة كان ينتظرها ايضا بعض الزعماء المتواجدين في العاصمة الطاجيكية دوشنبة ، لكي يقوم سيادته بدور توفيقي بشان خلافات برزت على الساحة الاقليمية والدولية، نتيجة لمؤثرات اميركية واسرائيلية معروفة.

ويمكن القون ان مشاركة رئيس الجمهورية في هذه القمة اعطت دلائل عملية تؤكد على ان دور طهران في المعادلات الدولية غير قابل للتجاهل او الاقصاء حتى ولو سعت الاطراف الغربية والصهيونية للتعتيم عليه او اهماله بشكل او باخر.

على ان الحدث الاهم الذي جرى على هامش هذه القمة هو اللقاء الذي جمع رؤساء ايران وافغانستان وطاجيكستان السادة احمدي نجاد وكرزاي ورحمانوف لابرام مجموعة من الاتفاقيات ذات الابعاد الدولية وذلك في ما يتصل بتاسيس شبكات للنقل البري وخطوط السكك الحديد اضافة لمجالات اخرى مهمة للتعاون بين البلدان الثلاثة.

صحيح ان النزاع الروسي – الجورجي اوجد تغييرات جيوسياسية على مستوى منطقة دول القفقاس الا ان تغييب البعد الايراني لاحقا لن يساعد على تحقيق الاجندة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية للمشهد القفقازي الجديد، وهو ما يبرز اهمية الاتفاقيات الموقعة بين طهران ودوشنبة وكابل في مضمار تكريس التوازن المطلوب وملء الفراغات التي اوجدتها الاحداث الاخيرة في تلك المنطقة.

على صعيد اخر يمثل لقاء القمة الايراني – الروسي الاول بين الرئيسين احمدي نجاد وميدفيديف على هامش اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون، بعدا اخر في غاية الاهمية على مستوى العلاقات الدولية في الوقت الحاضر وذلك على خلفية التقارب في وجهات النظر بين طهران وموسكو بشان مخاطر وتحديات اميركا وحلف الناتو ومساعيهما المتواصلة لتسليح مناطق اوروبا الشرقية والمحاولات الغربية لضرب الحصار على كل من روسيا وايران وصولا لاطباق السيطرة الكاملة لهذا الحلف على هذه البقعة من العالم وضمها بالتالي الى النفوذ الاميركي – الصهيوني المزعوم.

وفي ظل ما يجري من تطورات متسارعة على مستوى الاوضاع الجيوسياسية الراهنة، فان اي تاخر يمكن ان تبديه طهران سيعود بنتائج عسكية حتما على الامن القومي للجمهورية الاسلامية الايرانية وهو ما جعل من مشاركة الرئيس احمدي نجاد في قمة شنغهاي مشاركة ذات مغزى مهم جدا ليس حماية للامن الوطني الايراني وحسب وانما لحفط التوازن الاقليمي المؤدي بالنتيجة الى معادلة التوازن الدولي ايضا.