رمز الخبر: ۶۵۲۰
تأريخ النشر: 17:33 - 09 September 2008
 اعرب فاروق القدومي أمين سر حركة «فتح» عن اعتقاده بأن التحالف الإيراني الروسي ، أنهى احادية القيادة القطبية الأمريكية للنظام العالمي .

و افادت وكالة انباء فارس بأن القدومي اعلن ذلك في حوار موقع «العرب اونلاين» و ذلك بعد عودته من زيارته الأخيرة لطهران ، التى "دعي لزيارتها باعتباره صديقا ، فعاد منها حليفا كبيرا" .
و قال القدومي : أن التحالف الإيرانى الروسي ، كما تجلى فى التصدى العسكرى الروسى لجورجيا مؤخرا ، حيث قاتلت روسيا دفاعا عن مصالحها و مصالح إيران معا ، أنهى احادية القيادة القطبية الأمريكية للنظام العالمي .
و بات فاروق القدومي على قناعة من أن البرنامج النووى الإيراني ، لن يؤدى فقط إلى إنهاء انفراد «اسرائيل» بامتلاك التكنلوجيا النووية ، و ربما كذلك القنبلة الذرية ، فى المنطقة .

و فيما يلى جانب من الحوار :

* لنبدأ الحديث من زيارتك الأخيرة لإيران .. ما هي طبيعة هذه الزيارة ؟ و قد علمنا أن الدعوة الإيرانية وجهت لكم بصفة "صديق كبير" .
- الزيارة التى قمنا بها ، بالفعل هى زيارة خاصة بدعوة من منوشهر متكي ، وزير الخارجية و كانت بهدف الإطلاع على الأوضاع، خاصة الفلسطينية . و كان الإهتمام بالغا من قبل المسؤولين الإيرانيين بالأوضاع الفسطينية ، خاصة ما يتعلق بالوحدة الوطنية الفلسطينية، والمقاومة . و قد أكدت فى اللقاءات التى تمت ، و شملت الرئيس محمود أحمدى نجاد و الوزير متكي و سعيد جليلى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي ، على أن المقاومة هى الأساس و يجب أن يستمر الشعب الفلسطينى فيها ، لأن الأوضاع أثبتت بشكل واضح أن التسوية السياسية وصلت إلى طريق مسدود .
و قال القدومي لفتنا الي أن اسرائيل لا تزال تماطل فى بحث القضايا المركزية ، وتستمر فى بناء المزيد من المستوطنات و أكدنا للمسؤولين الإيرانيين أن الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة ماسة لأى حركة تحرير، وأن الأوضاع الفلسطينية الراهنة لا تسر صديقا، ولا تغيظ عدوا . و أبلغتهم أننا نبذل كل الجهود من أجل التئام الصف الفلسطينى خاصة فى هذه المرحلة، حتى لا تتخذ الأوضاع الفلسطينية حجة من قبل البعض للوم الشعب الفلسطينى والفصائل، أو من قبل الواقع الدولى ليتخلى عن دعمه لشعبنا فى مسعاه للتخلص من الإحتلال الإسرائيلي .

* ما الذى دار بينك و بين كل واحد من المسؤولين الإيرانيين الذين التقيتهم..؟
- كان اللقاء الأول مع الوزير متكي ، و قد ناقشنا فيه مجمل القضايا السياسية فى المنطقة العربية والإسلامية . و فى اللقاء مع جليلي، الذى استمر لعدة ساعات ، جلنا جولة طويلة فى منطقة الشرق الأوسط ، مع التركيز على القضية الفلسطينية و التطورات فى فلسطين . و كان اللقاء الختامى مع الرئيس أحمدى نجاد حيث استمعنا إلى موقفه الواضح الذى لا يتغير فى رفضه للوجود الإسرائيلي المحتل، بل للوجود الإسرائيلى من اساسه ، و هو لا ينكر التصريحات التى صدرت عنه بالخصوص .

* هذا يعني أنك ذهبت إلى إيران صديقا كبيرا ، و عدت منها حليفا كبيرا ..
- نعم ، ما دامت الجمهورية الإسلامية فى إيران تقف ضد اسرائيل ، فلا شك أن هذا الموقف يخدم القضية الفلسطينية ، وإيران هى عضو اساسى و فاعل فى السياسة ، ليس فقط الإقليمية ؛ بل و كذلك فى السياسة الدولية . ولا شك أن اسرائيل تقلق قلقا كثيرا من تخصيب إيران لليورانيوم .

* هل بحثت مع المسؤولين الإيرانيين علاقاتهم مع دول الخليج ( الفارسي ) العربية ..؟
- لمسنا بشكل قوى أن الموقف الإيرانى بالفعل لا يمثل أدنى مستوى من الخطورة على دول الخليج ( الفارسي العربية ) ؛ بل هناك لدى ايران رغبة صادقة فى اقامة علاقات قوية مع هذه الدول ، فى مواجهة المواقف العدوانية لإسرائيل والولايات المتحدة .

ا* وأنت القادم من طهران ، ما هى احتمالات أن تتعرض إيران لعدوان اميركي على غرار ما تعرض له العراق ..؟
- أعتقد أن هذا الأمر مستبعد ، خاصة و أن الولايات المتحدة تدرك أن إيران فى موقف قوي، إن كان من الناحية التسليحية، أو من ناحية وجودها وتحالفاتها فى المنطقة . يضاف لذلك أن الموقف الأميركى ضعيف ، كون اميركا دولة معتدية و غازية للعراق ، الذى هو دولة جوار بالنسبة لإيران . لذا ، ترى إيران أن الضرورة تقتضى مقاومة الوجود الإستعمارى الأميركى فى العراق . و هى على موقف مضاد للوجود والنفوذ الأميركى فى العراق والمنطقة.

* الموقف الروسى إزاء جورجيا هل يشكل مؤشرا باتجاه احتمالات ومآلات أى مواجهة ايرانية - اميركية، بمعنى أن تتخذ روسيا موقفا عمليا وعسكريا إلى جانب إيران فى حال تعرضها لعدوان اميركي..؟
- الحقيقة أن المسألة الجورجية تهم الجمهورية الإسلامية فى إيران ، و قد احسسنا أن ما قامت به روسيا من عمل عسكرى من أجل الحفاظ على أمنها وسلامة اراضيها والشعب الروسى فى تلك المناطق التى بعثت بقواتها إليها، يحظى بموافقة إيران على هذا الإنجاز الروسي، إن جاز التعبير.
ويبدو أن جورجيا قد تعاونت مع اسرائيل لسبب أو لآخر، و ربما أنها كانت فى حالة استخدام من قبل الولايات المتحدة واسرائيل لاحتمالات العدوان على إيران . و إذا روسيا كانت تدافع عن إيران فى جورجيا ، كما كانت تدافع عن ذاتها.. وهذا ما يمكن أن يتم ازدواجه فى حالة تعرض إيران ذاتها لعدوان اميركى مباشر.. وكأن العالم بدأ يتجه نحو نظام عالمى جديد مرة أخرى، متعدد الأقطاب فى هذه المرة، بعد فترة استفراد من قبل القطب الأميركى فى قيادته.. وهذا ما كان موضع اهتمام وتوقع واشنطن منذ الأيام الأولى لسقوط الإتحاد السوفياتى وتفكك منظومة المعسكر الإشتراكي.. وخاصة مع نهوض روسيا، ودفاعها عن قضايا تهم أمنها الخاص، على نحو يمثل دليلا واضحا على أن نظام القطب الواحد قد انتهى، وأصبحت هناك دول أخرى مؤثرة، وتدعم السلام العالمي، وتحد من الإتجاهات العدوانية لدى الولايات المتحدة الأميركية. بل تقف مواقف مواجهة، كما حدث فى جورجيا.

* من طهران، إحدى عواصم الممانعة، توجهت مباشرة إلى دمشق، إحدى عواصم الممانعة أيضا.. هل لذلك مغزى على صعيد العمل على تكريس وتعزيز محور أو تحالف الممانعة..؟
- معروف أن علاقتنا كفلسطينيين مع سوريا هى علاقة مصيرية. ولا شك أنه من المهام الأساسية والإستراتيجية لسوريا الدفاع عن القضية الفلسطينية، الأمر الذى يعنى الدفاع عن الأمن السوري، والإستمرار فى مقاومة الإحتلال الإسرائيلي..وضرورة التضامن، بل والوحدة الوطنية الفلسطينية . سوريا معنية بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وبالقضية الفلسطينية، وهى من أسس الإستراتيجية السورية كما ادركناها من خلال الحياة المشتركة التى عشناها مع اشقائنا فى سوريا، والتاريخ يدلل على صدق ما نقول، وعلى صدق هذا الإتجاه فى السياسة والإستراتيجية السورية.

*التقيت فى سوريا مع فاروق الشرع نائب الرئيس، ماذا بحثتما..؟
- الحقيقة أن الإجتماع كان ضروريا، خاصة فى هذه المرحلة من الزمن. ولا شك أن الهم الفلسطيني، إن كان من الناحية الإسرائيلية، أو لجهة الخلافات الفلسطينية، التى لا تزال تقلق سوريا، دائما جزء من اهتمامات دمشق.
يجب على الشعب الفلسطينى أن يتوحد، وأن يستمر فى مقاومته. ولذلك، كان هذا هو العنوان الأساسى للقاء مع نائب الرئيس السوري، حيث ناقشنا معه ضرورة العمل باستمرار من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية.

*إيران أيضا قلت أنها تبدى اهتماما بالوحدة الوطنية الفلسطينية، هل يترجم هذا الإهتمام من خلال ممارسة دور ايرانى لدى حلفاء اساسيين لهم فى الساحة الفلسطينية "حماس والجهاد الإسلامي"..؟ هل يبذلون جهودا لدى هؤلاء الحلفاء، من أجل التوصل إلى حوار ووفاق وطنى فلسطينى يؤدى إلى استعادة وحدة الصف الفلسطيني..؟
- لقد شعرنا من خلال حديث اصدقائنا الإيرانيين أنهم حريصون كل الحرص، على أن يلتئم الصف الفلسطيني.

* هذه العلاقات الحميمة مع إيران ، كيف يمكن أن تنعكس على واقع المقاومة الفلسطينية..؟ وكيف يمكن أن تنعكس على التوجهات الراهنة التى تدفع باتجاه أن تتخلى حركة "فتح" رسميا، وعبر برنامجها السياسى المقبل عن حق الشعب الفلسطينى فى المقاومة..؟
- أولا يجب أن نشير إلى أن الموقف السياسى المعلن للجمهورية الإسلامية فى إيران واضح كل الوضوح فى التصريحات التى تصدر عن أعلى مستويات المسؤولية فى طهران. ولهذا، فإن مثل هذه التصريحات، وخاصة ضد الإحتلال الإسرائيلى دليل واضح على أن الموقف الإيرانى هو موقف صادق.
وأعتقد أن إيران تنفرد فى هذا الموقف بالنسبة للإحتلال الإسرائيلي. كما أنها صامدة أمام الولايات المتحدة، وإصرارها على ضرورة الإستمرار فى مساعيها للإحتفاظ بحقها فى الإستخدام السلمى للذرة بالرغم من الضغوط الأميركية والأوروبية الواضحة التى تود أن تتخلى ايران عن تخصيب اليورانيوم واستخدامه للأغراض السلمية.
وكانت الإتجاهات الإيرانية واضحة بالفعل فى هذا الإتجاه. لذلك، الحقيقية أنه كما يقال أن عدو عدوى هو صديقي. ثم هناك اهتمام ايرانى بالقضية الفلسطينية لأن فلسطين فى اعتقادهم، ليست فقط قضية الشعب الفلسطيني، وإنما هى قضية كل مسلم.. خاصة القدس، التى يهتمون بها اهتماما كبيرا، ويحتفلون بها كل آخر جمعة من كل رمضان..
* تريد القول أن قوة إيران تدعم القضية الفلسطينية بشكل تلقائي..
- نعم..حقيقة..ولم نسمع أى جهة أخرى علي هذا الموقف الواضح والصريح من القضية الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي.
*كانت لك ثلاثة شروط للقاء مع عباس..هل ما زالت قائمة..؟
- الحقيقة ليست قضية شروط.. نحن عندما قدمنا ورقة عمل فلسطينية للجميع، وليس فقط للأخ أبو مازن، تتضمن رؤيتنا لصميم الإستراتيجية الفلسطينية كما نراها، وهى تتضمن التأكيد على الوحدة الوطنية، والمقاومة، والفصل بين الرئاسة فى الداخل والخارج..بمعنى الفصل بين رئاسة منظمة التحرير ورئاسة السلطة . هذه مسائل كنت بحثتها سابقا، وتناقشنا فيها مع قادة المقاومة، والأمناء العامون للفصائل. ولهذا السبب أرى أن التحدث عن "مصالحة" هو استخدام لكلمة خاطئة، لأن العلاقة ليست شخصية. العلاقة هى علاقة استراتيجية. من مع المقاومة، ومن لا يريد المقاومة.
/ نهاية الخبر / .