رمز الخبر: ۶۵۳
تأريخ النشر: 16:00 - 04 November 2007
اولف ماودر
طهران ـ عصر إيران ـ عاد الدکتاتور السوفيتي الراحل جوزيف ستالين ليصبح موضة في روسيا فيما يتسامح الکرملين مع کتب التاريخ المدرسية التي تمجد الزعيم السوفيتي ( 1878 - 1953 ) بوصفه رجل قام بتحديث بلاده.

و لخصت صحيفة جازيتا مؤخرا رسالة واضعي کتب التاريخ المدرسية قائلة " ان الاطفال يتعلمون أن يقدروا ستالين"، ولا يزال لستالين الذي اقترن اسمه بالقمع والتعذيب الذي تمارسه الدولة أنصاره ولاسيما بين الشيوعيين .

هذا و يشکو مؤرخون وناشطون في مجال حقوق الانسان من سوء عرض التاريخ على نحو غير مسبوق ويتهمون الرئيس فلاديمير بوتين بتجاهل ذلک.

و تقول لودميلا اليکسيف 80 عاما- رئيسة مجموعة هلسنکي لحقوق الانسان في روسيا " کثيرون يقدمون ستالين الان بوصفه مدير کفء قام بشئ جيد في مجال سيطرة الدولة على وسائل الانتاج وتصنيع البلاد والانتصار في الحرب العالمية الثانية".

وتضيف قائلة ان هذه " الصورة البراقة الخطيرة" تستهين بالملايين من الابرياء من ضحايا النظام".

و يشعر مسئول حقوق الانسان الروسي فلاديمير لوکين بقلق عميق جراء وضع واحد " من اشد مجرمي البلاد وحشية و قمعا في صورة الشخص کامل الصفات".

وذکرت وسائل اعلام روسية أن الجمعية الاکاديمية التعليمية للفنون وافقت مؤخرا على کتابين يعرفان التلاميذ بـ` " الوطنيين الحقيقيين".

و وصف المؤرخ الکسندر فيليبوف في کتابه " تاريخ روسيا الحديث" (2006ـ1945م) ستالين بأنه "واحد من أکثر زعماء الاتحاد السوفييتي نجاحا" و ان أسلوبه القمعي ساعد في اخراج البلاد من أزمة".

وقال الکتاب " ان تحديث البلاد کان يتطلب نظاما ملطويا مسؤولا". وعقب مفکرون و مدرسون قائلين " انها فضيحة".

و خلال مقابلة مع ممثلين للکرملين و وزارة التعليم والمؤلف انتقد المؤرخ اندريه سخاروف الکتاب بوصفه انه ينطوي على " خطأ منهجي خطير".

وصرح مدير معهد التاريخ الروسي بقوله " ان التاريخ يتبع شعار الدولة :کل شئ يؤمن السلطة لابد انه في مصلحة الشعب".

وبحسب استطلاع أجرته شرکة ( وزيوم) المقربة من الحکومة فان ستالين الذي قرر أيضا تاريخ المانيا قبل وأثناء فترة هتلر في السلطة لا يزال يحظى بتقدير قسم کبير من الروس .و يحلم نحو نصف الشيوعيين - وهم ثاني اکبر قوة في البرلمان لروسي- بـ"ستالين جديد".

وفي الحزب الديمقراطي الليبرالي برئاسة الزعيم الشعبوي فلاديمير جيرينوفسکي فان 23 في المئة يحلمون نفس الحلم الذي يشاطرهم اياه 14 في المئة من حزب روسيا المتحدة القريب من الکرملين . وعارض 40 في المئة فقط شارکوا في الاستطلاع بشکل قاطع عودة الستالينية.

ومع اقتراب الذکرى التسعين لثورة تشرين أول / أکتوبر والتي سيحتفل به الاف الشيوعيين فان قادة بارزين من المعارضة يقارنون الوضع الحالي في روسيا بما کان عليه عام 1917 .

يقول منتقد الکرملين وبطل العالم السابق في الشطرنج "جاري کاسبروف "ان "برلماننا اليوم ليست له حقوق تماما مثلما کان الحال أيام القيصر".

وينأي بوتين بنفسه عما ارتکب من فظائع ابان عهد ستالين. بيد أن ثمة منتقدين يتهمون رئيس المخابرات السابق بعدم القيام بما يکفي لعمل ادانة علنية لتلک الفظائع. و لم يرد الرئيس الروسي حتى الان على دعوات لاقامة مرکز تذکاري بحثي لضحايا فظائع نظام ستالين.

د ب ا