رمز الخبر: ۶۵۴۴
تأريخ النشر: 12:49 - 10 September 2008
وازاء ذلك فان القوى الطارئة لا يعجبها قطعا ان تكون لايران علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وطيدة مع جيرانها العرب في الخليج الفارسي.

 


عصر ايران ، يوسف علي الصديق – لا نعتقد ان ثمة دولة عربية في منطقة الخليج الفارسي تشك في ان ايران الجارة الكبرى على هذا الساحل الاسلامي الاستراتيجي هي الطرف الاحرص على الاستقرار الاقليمي وما يترتب عنه من وجوب ان تكون العلاقات البينية في هذه المنطقة ، علاقات ملؤها المودة والتآزر والتعاون على البر والتقوى خدمة للمصالح الوطنية والمشتركة والمترابطة بلا فصل طبعا. 


 


وعندما تكون الجمهورية الاسلامية الايرانية المهتمة الاولى بهذا الاستقرار فان ذلك يعني انها دائما صاحبة قصب السبق في توفير كل اسباب التعايش الاخوي والبناء حماية لحق الجيرة من جانب ، ووقاية للواقع الجيواستراتيجي للخليج الفارسي من جانب اخر.


 


ولا يخامرنا شك في ان جيراننا العرب في هذه المنطقة يؤمنون هم ايضا بهذه الحقيقة ، رغم الفتن والاكاذيب التي يثيرها الاستكبار بغية تعكير صفو العلاقات الحميمة بين اعضاء الاسرة الواحدة.


 


ومن المؤكد ان مثل هذا الواقع المشترك يدعو ايضا زعماء وقادة مجلس التعاون الى عدم السماح لبعض الفئات الصغيرة التي تحاول استغلال التجاذب القائم بين طهران والغرب ابتغاء اشاعة الفتنة والبغضاء بين شعوب المنطقة خدمة لاجندة القوى الاجنبية القادمة من اقصى الارض الى ديارنا وربوعنا الزاخرة بالخيرات والثروات التي هي هبة الهية خصت بها منطقة الخليج الفارسي واماكن اخرى من بلاد المسلمين والعرب ، لكنها ما فتئت تسيل لعاب اللصوص الدوليين وتدفعهم الى فعل اقذر الادوار للاستيلاء عليها ونهبها اشباعا لمطامعهم الجشعة.


 


وازاء ذلك فان القوى الطارئة لا يعجبها قطعا ان تكون لايران علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وطيدة مع جيرانها العرب في الخليج الفارسي ، بل هي لا تطيق اصلا ان تكون قيمة التبادل التجاري بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودولة الامارات العربية المتحدة بالتحديد ما يزيد على 20 مليار دولار.


 


من هنا لا غرابة في ان تحرك تلك القوى الحاقدة والحاسدة معا، قلة قليلة من المتنطعين العاملين في وسائل الاعلام بدول الخليج الفارسي للتطاول على ايران وتهويل قضايا خلافية بسيطة ، يمكن ان تقوم في اي بقعة من العالم.


 


ولكي نكون دقيقين في كلامنا فاننا نأمل من جارتنا دولة الامارات عدم افساح المجال لتلك الفئات السياسية الصغيرة او لبعض المنابر الصحفية فيها بالتهويل على عنصر الصخب والضجيج لاثارة مواقف غير مسؤولة ولا منطقية ، وبعيدة كل البعد عن روح العلاقات النموذجية القائمة بين طهرن وابوظبي.


 


وبصراحة فاننا نأسف ان تلقى هذه المواقف التهريجية مباركة ودعما من كبار المسؤولين الاماراتيين وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا، غافلين تماما عن ان اي تصعيد في المنطقة ستطول نتائجه في المقام الاول مثيري هذه الجلبة ولاسيما دولة الامارات ، الامر الذي سيحول منطقة الخليج الفارسي الى حلبة ساخنة لن يكون الصغار في مأمن منها.