رمز الخبر: ۷۱۶۵
تأريخ النشر: 12:22 - 11 October 2008
بيد ان الغائب الاهم في تفاصيل هذه المهمة هو محاولة اسرائيل الاعتراف بفشلها الذريع امام الكرملين عندما تصورت بانها باتت ذات تاثير في منطقة القوقاز الخاضعة حتى الان للنفوذ الروسي وبالتالي سعي اولمرت الى تعويض ما سببته سياساته الخرقاء من تصدع عميق في منطقة اوراسيا المترامية الاطراف.

 

عصر ايران – الزيارة اليتيمة التي قام بها رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب ايهود اولمرت الى موسكو والتي جاءت قبيل استعداده لمغادرة الحياة السياسية غير ماسوف عليه، تعكس محاولاته اليائسة لكسب ود روسيا على الرغم من ممارسات التازيم والتوتير والتاجيج الاسرائيلية للايقاع بين موسكو وتفليس ودور كل من تل ابيب وواشنطن التحريضي لدفع جمهورية جورجيا الى التصادم مع الطرف الاقوى في اوراسيا والذي كان يفرض سيطرته على اكبر مساحة في العالم اي عندما كان الاتحاد السوفيتي السابق وهو المعني بهذه الاشارة ثاني اثنين في المعادلة القطبية الدولية قبل نهاية العام 1989.

 

وعلى ما تناقلته وسائل الاعلام العالمية فان مهمة اولمرت في لقائه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تركزت على السعي لاقناع موسكو بالامتناع عن تزويد الجمهورية الاسلامية بانظمة رادارية متطورة يمكن ان تعزز القدرات الدفاعية الايرانية على المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة.

 

بيد ان الغائب الاهم في تفاصيل هذه المهمة هو محاولة اسرائيل الاعتراف بفشلها الذريع امام الكرملين عندما تصورت بانها باتت ذات تاثير في منطقة القوقاز الخاضعة حتى الان للنفوذ الروسي وبالتالي سعي اولمرت الى تعويض ما سببته سياساته الخرقاء من تصدع عميق في منطقة اوراسيا المترامية الاطراف.

 

فالذي تعرفه اسرائيل وحتى روسيا انه في عالم اليوم المحكوم بمعادلة القوة فان من السذاجة بمكان ان يرهن بلد مقتدر مثل ايران جزء ولو ضئيلا من مسؤولية حماية امنه القومي لدى هذا الطرف الدولي او ذاك، وعلى هذا الاساس تبدو الدعاية الاعلامية التي فسرت اجتماع اولمرت- ميدفيديف بانه كان يستهدف تشجيع روسيا على مقاطعة ايران تسليحيا ، طرفة سخيفة لن تجد لها اي قيمة في التقديرات الاستراتيجية الاقليمية او الدولية.

 

بيد ان ثمة امرا غير غائب في منظومة السياسات الروسية العريضة القائمة وهي ان العلاقات بين موسكو وطهران اهم بكثير من العلاقات البينية لروسيا مع اميركا والاتحاد الاوروبي ومع اسرائيل التابعة لهما في حلف الناتو الهادف الى الامتداد والسيطرة.

 

ومن هذا المنطلق يمكن فهم الانجذاب الروسي المتزايد صوب ايران على خلفية وعي موسكو بالمخططات الغربية الرامية الى ابتلاعها وتحويلها الى اداة طيعة لتنفيذ سياسات البيت الابيض.

 

ولا شك في ان صناع القرار الاميركيين يدركون هم ايضا استحالة احتواء العملاق الروسي والذي تجلى بحماقة لا توصف عبر تحريض جورجيا على الدخول في مواجهة غير متكافئة مع موسكو دفعت الاولى جراءها ثمنا باهظا، الامر الذي جعل استراتيجيي الولايات المتحدة والغرب يوعزون الى اولمرت بالذهاب الى روسيا لتقديم مراتب الاعتذار الى قادة الكرملين بالنيابة عن اسرائيل وعنهم، ليسجل زعيم حزب كاديما المستقيل بذلك الصفحة الاخيرة من سجله الاسود الملئ بالهزائم والاخفاقات المتتالية خلال فترة حكمه القليلة الماضية.