رمز الخبر: ۷۲۳۷
تأريخ النشر: 15:05 - 13 October 2008
اقترح سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، قيام تحالف عالمي لمكافحة الإرهاب الاقتصادي، مشدداً على التأسيس لنظام اقتصادي عالمي يرفض سياسة التوحش الاقتصادي، متوقعاً سقوط الهيمنة الأمريكية الاقتصادية على العالم.

ورأى سماحته خلال استقباله سفيرة النروج "أودليس نورهايم" أن الخطأ الكبير الذي ارتكبته الدول الأوروبية، تمثل في انقيادها من خلال الحلف الأطلسي للسياسة الأمريكية، وخصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، داعياً دول الاتحاد الأوروبي إلى محاورة الحركات الإسلامية والنظرة إليها كحركات سياسية وحركات مقاومة مشروعة.

وأكد سماحة السيد فضل الله على أن مشاكل العالم الكثيرة باتت تتطلب من كل الأطراف، وخصوصاً دول الاتحاد الأوروبي أن تتحدث مع كل الأطراف، مشيراً إلى ضرورة أن يدخل الاتحاد الأوروبي من خلال قنواته السياسية المختصة بحوار مع الحركات الإسلامية التي لها رؤيتها، وخصوصاً في المسألة الفلسطينية، والتي لا يمكن استمرار النظر إليها كمنظمات عنفية، بل كحركات سياسية وكحركات مقاومة مشروعة ضد المحتل.

وشدد سماحته على أن خطأ أوروبا الكبير تمثل في انقيادها من خلال حلف الأطلسي لأمريكا، وخصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي انعكس مزيداً من الويلات والمآسي والحروب في العالم، لأن الإدارة الأمريكية ولاسيما إدارة جورج بوش الإبن، أباحت الاحتلال ودمّرت علاقات الدول والشعوب بعضها بالبعض الآخر تحت عنوان مكافحة الإرهاب ومن خلال تسويقها للحروب الاستباقية.

وأكد سماحته أن العالم بات يمثل قرية واحدة وأن أية مشكلة في أي بقعة من العالم تمتد تأثيراتها إلى مواقع أخرى، وقد رأينا كيف أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي انطلقت في أمريكا أصابت اقتصاديات كبرى أخرى، وخصوصاً في أوروبا واليابان، متوقعاً سقوط الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العالم، داعياً إلى تفاهم كل الأقطاب في العالم حول حماية النظام الاقتصادي العالمي وحماية البشرية من الأخطار المحدقة بها بفعل الفساد وسياسة النهب الاقتصادي الممنهج.

واقترح سماحته قيام تحالف عالمي لمكافحة الإرهاب الاقتصادي، بحيث تتركز مهمة هذا التحالف على التأسيس لنظام اقتصادي عالمي يرفض سياسة التوحش الاقتصادي ومصادرة ثروات الشعوب وصغار الملاكين، ويعمل لعدالة أكثر في المجالات الاقتصادية والتي لا بد أن تنعكس آثارها الإيجابية على الملفات السياسية والاجتماعية وغيرها، مشيراً إلى أن في الإسلام مخزوناً تشريعياً في المسألة الاقتصادية يمكن أن يساعد البشرية في الخلاص من أزمتها الراهنة وأزماتها المستجدة.