رمز الخبر: ۷۸۱۹
تأريخ النشر: 14:43 - 02 November 2008
كشف الجيش اللبناني مؤخرا شبكة إرهابية وتجسسية تعمل لصالح الكيان الصهيوني في منطقة البقاع منذ الثمانينات.
 

وافادت وكالة مهر للانباء نقلا عن صحيفة السفير اللبنانية ان الجيش اللبناني وضع يده على شبكة صهيونية خطيرة ومحترفة وذات تاريخ حافل في العمل الأمني لمصلحة (الموساد) منذ عقود طويلة.

وقالت الصحيفة ان هذا التطور الامني يأتي في سياق الحرب الأمنية المفتوحة بين لبنان والكيان الصهيوني الذي سعى ويسعى الى تجنيد الشبكات التجسسية للنيل من رزمة أهداف تندرج كلها في خانة العمل المقاوم، مضيفا ان كشف هذه الشبكة يأتي في خطوة هي الثانية خلال أكثر من عامين تقريبا، بعد أن تم الإمساك بـ (شبكة محمود رافع) في مطلع حزيران ٢٠٠٦.

وأوضحت انه استنادا الى مصادر قضائية وامنية بارزة في لبنان، تم وضع خر يطة بعد حرب تموز / يوليو ٢٠٠٦، بعدد من الأشخاص المشتبه بتورطهم بالعمل لمصلحة الاستخبارات الصهيونية في جميع المناطق اللبنانية، وقد استرعى انتباه المتابعين للملاحقات احتمال وجود شبكة صهيونية تعمل في نقطة بقاعية دقيقة وحساسة جدا، ولذلك تم إحكام أعمال المراقبة، وصولا إلى توقيف أحد المشتبه بهم في الآونة الأخيرة ويدعى (ع. ج.) من إحدى بلدات البقاع الغربي، والذي يوفر لنفسه غطاء سياسيا وأمنيا عنوانه الانتماء إلى احد التنظيمات السياسية منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وفيما رفضت المصادر الأمنية والقضائية الخوض في تفاصيل الموضوع، قال شهود عيان إن القوى الأمنية اللبنانية داهمت منزل (ع. ج.) وتمكنت من حجز سيارته (باجيرو) وتبين أنها مزودة بكاميرا فائقة الدقة، بحيث يمكن أن يوقفها في أي مكان يريد وتكون كفيلة بالتقاط أدق الصور بما في ذلك أرقام السيارات والوجوه والتفاصيل بدقة.

وقالت مصادر متابعة أن التحقيق مع (ع. ج.) قاد إلى إلقاء القبض على قريبه (ي. ج.) الذي اعترف أيضا بتجنيده بالعمل لمصلحة (الموساد)، وأنه كان يكلف بمهام محددة تتعلق بالاستطلاع والمراقبة التي شملت شخصيات ومراكز ومواكب وأماكن حساسة خاصة في منطقة البقاع الأوسط، فيما أظهر التحقيق مع (ع. ج.) انه تم تجنيده خلال فترة عمله في الثمانينيات مع أحد التنظيمات الفلسطينية في منطقة البقاع، وأنه قام بتجنيد عدد من الأشخاص، وتمت مصادرة وثائق من منزله وسيارته أثبتت بالملموس تورطه واستخدامه لتقنيات متطورة جدا سواء في أعمال المراقبة أو الاتصال مع الصهاينة.

وتبين أن الشبكة كلفت أكثر من مرة بين الثمانينيات والعام ٢٠٠٨ (أكثر من 20 سنة)، بمسح أكثر من بقعة أمنية، بما فيها بعض النقاط التي كانت تشمل مراكز للجيش والأمن السوري وكذلك مراكز فلسطينية في البقاع، قبل أن يتركز عملها في السنوات الأخيرة على (حزب الله) وبعض مراكزه وشخصياته بالإضافة إلى مواكبه.

وتشير التحقيقات أن عمل هذه الشبكة لم يقتصر على لبنان بل شمل الأراضي السورية، حيث كلفت الشبكة نفسها بمسح بعض المناطق الأمنية الحساسة في دمشق، بما في ذلك منطقة كفرسوسة التي استهدف فيها القيادي المقاوم الشهيد عماد مغنية (الحاج رضوان) في 12 شباط / فبراير 2008.

وكانت استخبارات الجيش اللبناني قد نفذت عملية أطلق عليها اسم (مفاجأة الفجر) في حزيران / يونيو 2006، أدت إلى إلقاء القبض على (محمود رافع) الذي اعترف بالمشاركة في عملية اغتيال الشهيدين الأخوين محمود ونضال المجذوب في مدينة صيدا في 26 أيار / مايو 2006، وكذلك المشاركة في عمليات اغتيال قياديين في المقاومة اللبنانية.