رمز الخبر: ۷۸۴۵
تأريخ النشر: 13:13 - 03 November 2008
شهدت أجواء قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية ، تحليقاً مكثفاً لطائرات التجسس الصهيونية ، ما أثار تساؤلات لدى الغزيين لاسيما و أن "التهدئة" المعلنة في القطاع منذ 19/6 الماضي ، و التي تم تحديد سقفها الزمني بستة أشهر ، لازالت قائمة .
 
و افادت تقرير وكالة انباء فارس بأن الفلسطينيين في القطاع المحاصر يخشون من أن تكون الطلعات المتكررة لطائرات التجسس تلك والتي تعرف لديهم باسم "الزنانة" ، تمهيداً لفترة ما بعد "التهدئة" ، حيث يتوقعون أن يشهد القطاع بعدها تصعيداً صهيونياً غير مسبوق خاصةً في حال عدم الانتهاء من ملف الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية، "جلعاد شاليط"، وذلك في الوقت الذي دعت فيه العديد من فصائل المقاومة لا سيما حركة الجهاد الإسلامي إلى إعادة النظر في مسألة "التهدئة" و وصفتها بأنها باتت تشكل خطراً على القضية الفلسطينية .

فتجربة الفلسطينيين مع طائرات التجسس قاسية و مؤلمة كونها عرفت بأنها تطلق صواريخ باتجاه الأهداف المدنية و أمعنت في قتل المواطنين و المقاومين من خلال صواريخها الدقيقة التي تعمل على تمزيق الأجساد إلى قطع صغيرة .

من جانبه ، قال رأفت حمدونة المختص في الشؤون الصهيونية ، "إن التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع في الآونة الأخيرة تخطى كونه وسيلة "إسرائيلية" لجمع المعلومات عن طريق الطائرات بدون طيار" .

و اعتبر حمدونة "أن الشيء الجديد في أمر تحليق الطائرات في هذه الآونة بالذات هو أن الاحتلال يحاول الضغط على حركة "حماس" عندما ظهر هناك نوع من الفشل في مفاوضات جلعاد شاليط والتي يمسك بملفها الوسيط المصري".

و أوضح حمدونة أن " "إسرائيل" تحاول توجيه رسالة إلى حركة "حماس" مفادها بأنها ستقوم بالتدخل بقوة السلاح أو تنفيذ اغتيالات في صفوف القيادات الفلسطينية في حال استمر الجمود في ملف «شاليط» " .

و أعرب المختص في الشؤون الصهيونية عن اعتقاده بعدم وجود علاقة بين تحليق طائرات التجسس المكثف والخشية من أعمال عسكرية قد تقدم عليها فصائل المقاومة ، و إن كان هدفها الأساسي الرصد وجمع المعلومات، لافتاً إلى أن هدفها هذه المرة يتخطى ذلك ويكمن في الضغط على المقاومة لتمديد التهدئة مقابل تهدئة فيما لا يحقق الجانب الفلسطيني أي مكاسب .

من ناحيته ، أكد الطبيب النفسي خالد دحلان من برنامج غزة للصحة النفسية ، أن طائرات الاستطلاع هي أحد وسائل العدوان التي تذكر المواطن الفلسطيني بقدوم خطر أو رصد لتحركاتهم وبالتالي تكون مصدراً لإثارة القلق والاضطراب والريبة .

وأوضح الدكتور دحلان أن تلك الطائرات تحدث أيضاً نوعاًً من الشعور بالإحباط كأنها أداة عليا ومسيطرة تقوم برصد الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، قائلاً "لا أتصور أن هناك شعباً في العالم أو في التاريخ الحديث يتعرض للرصد والمتابعة مثل شعبنا الفلسطيني في غزة.

وأضاف هذا الخبير النفسي أن طائرة الاستطلاع بمثابة إنذار مبكر الأمر الذي يولد الكثير من الاضطرابات النفسية لدى المواطن بشكل عام وقد تصل الأمور إلى اضطرابات في الأكل والنوم.
و أشار إلى أن الشريحة الأكثر تضرراً من شرائح الشعب الفلسطيني جراءها هم الأطفال وذلك على اعتبار "أنهم أقل خبرة من الكبار وبالتالي يكون الطفل أقل تكيف مع الواقع من الكبير".

و دعا دحلان أولياء الأمور إلى عدم تغيير الحقائق أمام أطفالهم وذلك حتى نخفف من أعراض القلق والخوف والاضطرابات لديهم ، و أضاف : "علينا أن نحاول شرح حقيقة ما يجري لهم بقدر المستطاع فليس من السليم أن تقوم بتغير الحقائق" .