رمز الخبر: ۷۹۵۷
تأريخ النشر: 14:21 - 06 November 2008
أكدت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الخميس أن فوز باراك أوباما بانتخابات الرئاسة الأمريكية لن يحدث تغييراً عملياً في سياسات أمريكا الخارجية لاسيما دعمها اللا محدود للكيان الصهيوني الغاصب .
 
و اعتبر داوود شهاب المتحدث الرسمي باسم الحركة في مقابلةٍ خاصة أجراها مراسل وكالة أنباء فارس معه ، أن إعلان بيريز عزمه المشاركة هو و ليفني في مؤتمر حوار الأديان في نيويورك و الذي جاء بمبادرة سعودية ، يشكل مدخلاً مناسباً لتمرير مآرب سياسية تستهدف فتح مناخات لتطبيع العلاقات مع العرب و التمهيد للقبول بما يسمى بـ"إسرائيل" في المنطقة العربية والإسلامية .

ولم يستبعد شهاب أن يكون هذا المؤتمر على حساب الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، و أن يخرج بتوصية أو فتوى تحرم بناء قدرات نووية في المنطقة بناءً على مرجعيات دينية .
و فيما يلي نص المقابلة :

س 1/ كيف تقرؤون إعلان بيريز المشاركة في مؤتمر حوار الأديان بنيويورك ؟

أولاً مهم أن نعرف أن بيريز و ليفني لا يمثلان تياراً دينياً ليتم التحاور معه ، وإنما يمثلان كياناً سياسياً استخدم الدين، فهما يجيئان لهذا المؤتمر لتحقيق مكاسب سياسية تخدم سياسات الكيان الصهيوني ، الذي يستخدم أساطير دينية غير صحيحة للاستيلاء على بلاد العرب والمسلمين، ليس هذا فحسب بل يقوم كيانهما بشطب حضارة ضاربة في أعماق التاريخ وتزييف حقائق وطمسها، وما يحدث في القدس أكبر شاهد على هذه الجريمة التي تتم على مرأى ومشهد من العالم أجمع.

و أنا أتساءل هنا ما هي المصلحة التي يمكن أن تتحقق من خلال التحاور مع هؤلاء؟!، إذا كانت هذه الجرائم التي ترتكب بحق الإسلام والمسلمين مستمرة وقائمة في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية، حتى مقدسات الأخوة المسيحيين لا تسلم من جرائمهم هذه الجرائم عملياً تعني أنهم لا يعترفون بالإسلام كدين، وإلا لو يعترفون به كدين له قدسيته لكانوا يحترموننا.

و ما دام الأمر كذلك إنهم لا يعترفون بنا من الناحية العملية فعلام نحاورهم؟!، هذه مسألة سياسية تستخدم الدين ستار لتمرير مآرب سياسية تستهدف فتح مناخات لتطبيع العلاقات مع العرب والتمهيد للقبول بإسرائيل في المنطقة العربية والإسلامية، لقد حاولوا استخدام الاقتصاد والتجارة ففشلوا و حاولوا استغلال عناوين أخرى كثيرة ففشلوا، الآن يرون أن عنوان الحوار الديني ممكن أن يشكل مدخلاً مناسباً.

لذلك هذه الدعوة مرفوضة جملةً وتفصيلاً، وهي تتناقض مع مبادئنا القومية والإسلامية كعرب ومسلمين، وبالتالي يجب ألا تشارك الحكومات والشخصيات فيها.

س2/ هل تعتقد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي المستهدف من هذا الحوار؟

المستهدف بالأساس هو الملف الفلسطيني والصراع في فلسطين، لكن هذا لا ينفي أن هناك أهداف متعددة يأتي في مقدمتها الموضوع الإيراني، فهناك محاولات تسعى للقبول بـ «إسرائيل» كـ «دولة» في المنطقة على حساب إيران ، أقصد في مقابل عزل إيران ، و ربما الاستعانة بـ"إسرائيل" أو التمهيد لذلك لتكون صاحبة دور في "القضاء" على ما يصورونه الخطر الإيراني على المنطقة، وهذا هو الخطير في الأمر، يعني أنا لا استبعد مثلاً أن يتخذ المؤتمر توصيةً أو فتوى بتحريم بناء قدرات نووية في المنطقة بناءً على مرجعيات دينية، طبعاً هم لا يهمهم أن "إسرائيل" أكبر قوة نووية في المنطقة، هذا لن يناقش ، و"إسرائيل" لا مشكلة لديها لأن برنامجها النووي موجود وقائم منذ سنوات ولكن دون إعلانٍ رسمي، وهي كيان قائم على الضلال والتضليل ولن تكون أول ولا آخر مرة تمارس فيها الكذب.

س3/ بالأمس انتهاك صهيوني خطير للتهدئة، هل نستطيع القول أن التهدئة باتت في عداد الاموات؟

أولاً ما جرى ليس انتهاكاً للتهدئة، الذي حدث هو عدوان كبير وخطير جداً على الشعب الفلسطيني، ما كان مجزرة راح ضحيتها ستةٌ من شباب فلسطين.

التهدئة بالمطلق لا تعني السكوت على هكذا جرائم، نحن مارسنا ضبطاً عالياً للنفس طوال فترة 4 أو 5 شهور فيما كان الجيش الصهيوني يعتدي يومياً على شعبنا، و نحن نقول التهدئة ستكون وراء ظهورنا تماماً طالما هناك عدوان، حتى لو توقف العدوان -مع أنني على قناعة بأنه سيستمر لأسباب عديدة- فإن ذلك لن يعني أننا سنغض الطرف عما حدث ليلة أمس.

س4 / هل ترون أن فوز أوباما يمكن أن يحدث تغييراً في سياسة أمريكا خاصةً في التعامل مع المنطقة عموماً ومع القضية الفلسطينية على وجه الخصوص ؟

نحن لا نتوقع تغييراً عملياً في سياسات أمريكا بفوز أوباما، فالإدارة الأمريكية لن تتوقف عن دعم الصهاينة لأن دعمهم بمثابة قانون يحكم أمريكا . و لو سلمنا بأن أوباما صاحب رؤى مختلفة عن سابقيه وهذا ليس صحيحاً،بمعنى أن هنالك إدارة ومنظومة متكاملة تحدد سياسات أمريكا وبرامجها وعلاقاتها واستراتيجياتها ، وليس الرئيس وحده، فالرئيس ينفذ هذه المقررات .

أوباما لن يعيد حقاً لشعبنا ولن يخفف معاناته ولن يرفع حاجزاً واحداً، وأنا استذكر مجيء أوباما إلى سديروت باكياً على مأساتها ومتجاهلاً مأساة حوالي 2 مليون فلسطين في سجن غزة الكبير حيث قال تصريحاً خطيراً لم يسبقه إليه أحدٌ من رؤساء أمريكا.

أنا فقط اذكر بيوم نجاح الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون سمعنا تهليلاً من بعض الدوائر العربية وغير العربية فماذا كانت النتيجة ......؟! سراب ومأساة .

انتخاب أوباما أو نجاحه ربما يكون هاماً وتاريخياً بالنسبة للتحولات الداخلية في أمريكا، أما بالنسبة لنا كفلسطينيين وكعرب ومسلمين فلن يغير من الأمر شيئاً .