رمز الخبر: ۸۵۰۶
تأريخ النشر: 12:45 - 27 November 2008
حميد حلمي زادة

عصر ايران ، حميد حلمي زادة – التقرير الجديد الصادر عن مجلس الامن الوطني الاميركي والذي اعلن فيه عن التنامي المطرد لقدرات ايران خلال الاعوام العشرين القادمة هو شهادة تفضيل حقيقية بطهران وان جاءت من قبل من تعتبرهم اعداء لدودين لها.

حسنا نقول هذا لمن يريد الوقوف على العوامل التي ادت الى هذا التطور المدهش في ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية المظفرة عام 1979 ، وايضا بعد خروجها معززة مكرمة من الحرب التي فرضت عليها (1980- 1988). فالذين يستحضرون تلك الحقيقة يتذكرون كيف دخلت الادارة الاميركية على خط هذه الحرب الظالمة عبر ممارسات اجرامية بربرية تمثلت باسقاط طائرة نقل مدنية كانت تقل المسافرين من بندرعباس الى الامارات بواسطة صاروخ "بحر- جو" اطلقته البارجة الحربية "فنسن" ما ادى الى ازهاق ارواح المئات من الايرانيين والاجانب الابرياء خلال ثوان. كما انهم يتذكرون كيف ضربت البوارج الاميركية الفرقاطة البحرية الايرانية "سبلان" بواسطة صاروخ بحر – بحر بواسطة الليزر الامر الذي نجم عنه اصابتها باضرار، وهم يتذكرون ايضا الايام الاخيرة للحرب الصدامية الظالمة حينما كان طاغية العراق يمطر طهران والمدن الايرانية الاخرى بعشرات الصواريخ البعيدة المدى التي زودته بها القوى المستكبرة ملحقا خسائر جسيمة في الارواح البريئة التي كانت تاوي في مناطق سكناها بشكل طبيعي كما يتذكرون كيف كان نظام البعث في بغداد يستخدم القنابل الكيمياوية في مدننا بعدما جربها في مدينة حلبجة العراقية موقعا فيها وفي مدينة سردشت الايرانية التي نالها هذا الحقد الصدامي عشرات الالاف من القتلى والجرحى المعوقين الذين لازالوا الى اليوم يكابدون تداعيات تلك الجرائم الهمجية امراضا وتشوهات وموتا بطيئا.

لقد مارس الطاغية المقبور صدام كل هذه الاعمال المنافية للقوانين الدولية ولبنود معاهدة جنيف في زمن الحرب دون ان تحرك اميركا وحلفاؤها في الغرب وفي المنطقة ساكنا اضافة الى تقديمها جميعا الدعم اللوجستي والاستخباراتي والمالي والاعلامي بلا حدود الى الجيش العراقي الذي كان مغررا به انذاك، ومع ذلك صمدت ايران الاسلام وبقيادة الامام الخميني الربانية وبشهامة كبار المسؤولين فيها وعلى رأسهم سماحة القائد اية الله العظمى السيد الخامنئي الذي لم يخلع لامة الحرب وبزته العسكرية حتى وضعت الحرب اوزارها.

وفي ظل هذه الاجواء الملتهبة كان على الايرانيين ان يراجعوا الكثر من حساباتهم ابتغاء مواكبة العصر وتحقيق الابداعات المتتالية فكان التقدم وتوالت الانجازات في المجالات الصناعية والتسليحية الدفاعية والعلمية والنووية السلمية والفضائية الى جانب المئات بل الالاف من المكاسب في الميادين السياسية والثقافية والفقهية والاقتصادية والتنموية.

كما ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قدمت بفضل تماسكها ووحدة الكلمة والموقف فيها الكثير من المعطيات الدبلوماسية والسياسية والدينية التي فرضت بها احترامها على الاعداء قبل الاصدقاء وكل ذلك في خضم التصدي للمؤامرات والمشاريع الاستكبارية التي استهدفت تقويض ما بنى في ايران عبر التضحيات الجسام والدماء الطاهرة للشهداء والعلماء والمجاهدين من اجل ارساء قيم الحق والعدالة ليس على ارضهم وحسب بل في ارجاء المعمورة .

ويمكننا القول جازمين ان ما اعترف به مجلس الامن الوطني الاميركي من تنام وتطور مشهودين في قدرات ايران وامكاناتها قد لا يشكل كال ما توصلت اليه اجهزتهم الاستخباراتيه لان هذا التقرير يبقى رهنا للاستنتاجات والتكهنات التي لا تقدم كل ما حصل من تقدم وابداع مطردين في بلادنا الامر الذي يثير هواجس القوى الشريرة في العالم ويجعلها تعيش الكوابيس المقلقة.

نعم ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقدمت وتنامت كثيرا وكل هذا يعود الى التزام قيادتها الرشيدة وحكومتها المخلصة وشعبها المضحى بالنهج الخالد للامام الخميني (قدس سره) الذي اخلص لله تبارك وتعالى وزرع هذا الاخلاص في النفوس والارواح الزكية ليس في ايران وحسب بل وايضا في لبنان وفلسطين والعراق ومشارق الارض ومغاربها فاثمر ابداعا لا حدود له في ايران ومقاومة منصورة في جبل عامل وتحولات جذرية في الكفاح المسلح الفلسطيني واستعدادات تغييرية في العراق وافغانستان عدا ما انتج هذا الزرع من نهضة انسانية واعدة في ارجاء العالم وما تمخض عنه من تدهور وانهيار للقوى العظمى بدء من الاتحاد السوفيتي وانتهاء باميركا المستبدة التي ينتظرها ايضا الضعف والهوان كما جاء بصريح العبارة في تقرير مجلس امنها الوطني.