رمز الخبر: ۸۸۲۰
تأريخ النشر: 11:32 - 16 December 2008
في خضم المعاناة الرهيبة لاهلنا في عموم فلسطين المحتلة ووسط تراخي الانظمة الرسمية وتهاونها عن تقديم واجب المواساة والنصرة والاسناد للغزاويين المحاصرين والمضيق عليهم من جانب الاشقاء والاعداء لم يعد من ُبد سوى ان تدخل الجماهير الاسلامية والعربية.
عصر ايران، حميد حلمي زادة – في خضم المعاناة الرهيبة لاهلنا في عموم فلسطين المحتلة ووسط تراخي الانظمة الرسمية وتهاونها عن تقديم واجب المواساة والنصرة والاسناد للغزاويين المحاصرين والمضيق عليهم من جانب الاشقاء والاعداء لم يعد من ُبد سوى ان تدخل الجماهير الاسلامية والعربية على خط هذه الماساة لانقاذ الشعب الفلسطيني من كارثة الموت البطئ المبرمج جراء تخلي مؤسسات الشرعية الدولية والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية فضلا عن الجمعيات والهيئات الدولية المتشدقة بشعارات حماية حقوق الانسان ونشر الحريات في العالم عن مسؤولياتها تجاه المظالم الصهيونية بحقه.

ففي واقع يندى له جبين الانسانية فانه لن يسعف الشعب الفلسطيني اطلاق الاحتجاجات وترديد الهتافات الغاضبة باعتبار ان اخواننا وابناءنا المحاصرين في القطاع او الضفة بل في كل فلسطين باتوا محرومين من الرغيف والدواء والحاجات الضرورية الاخرى لادامة الحياة عدا ما ينالهم من اجرام صهيوني ياتي يوميا على ارواح الاطفال والنساء والشيوخ والمجاهدين المرابطين الذين اوكلت الحكومه الفلسطينية الشرعية المنتخبة اليهم مهام الدفاع عن الثغور والمناطق المكشوفة امام العدو في غزة والتصدي لاعمال التسلل الصهيونية الغادرة والمتقارنة مع الحصار الظالم هناك.

وبما ان الثابت حتى الان في هذا المضمار هو سيطرة ثقافة الهزيمة والتخاذل على الزعامات والسياسات العربية وعلى المواقف والاداءات الصادرة عنها في ظل الانقياد للمشروع الاستكباري لاميركا واسرائيل فان التعويل على ان تقوم الانظمة الرسمية هذه باي تحرك انقاذي وان كان طفيفا يبدو في الوقت الحاضر ضربا من الخيال وبعيدا المنال. واذا اخذنا بعين الحسبان ان وعاظ السلاطين يتواطاؤن لتبرئة ساحة الملوك والرؤساء والحكومات في العالم الاسلامي برمته من اي مسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني فان هذا يعني لاحقا اخضاع ابناء الامة لعمليات ومخططات تجريدهم من الواجبات الدينية والشرعية الملقاة على عاتقهم بحكم تعليمات القران الكريم والسنة النبوية الشريفة الداعية الى مجاهدة الظلم والبغي والعدوان والمحفزة على التواصي بالحق والصبر بين المؤمنين.

ولعل ما يدعو الى الالم الشديد جدا هو ان السلطات المسؤولة في مصر هي التي دشنت ثقافة الهزيمة في العالم العربي والاسلامي بالرغم من ان مصر كان لها شرف التصدي والمقاومة بوجه الصلف الاسرائيلي لعشرات السنين وسجلت ملاحم بطولية وتضحوية رائعة في هذا الاتجاه. بيد ان تجاهلها اليوم لاهات وعذابات الفلسطينيين الغزاويين المحتشدين على بوابة معبر رفح طلبا للنجدة والاغاثة والحماية من الموت جوعا ومرضا فضلا عن شرب المنايا تقتيلا وتدميرا وترويعا لا يدع مجالا للشك لدى الانسان العربي المسلم بان النظام السياسي المصري ونتيجة لتقييده ببنود معاهدات التسوية مع العدو الصهيوني الغادر هو الان فاقد للارادة وغير قادر على الوفاء بما يمليه عليه الضمير الانساني ومن قبل القيام بالواجبات التي تفرضها عليه روابط الدم والعقيدة والجيرة والمصير المشترك.

لقد جسدت التظاهرات الجماهيرية الغاضبة التي شهدتها طهران وباقي المحافظات والمدن والارياف الايرانية يوم الجمعة رسالة واضحة الى النظام الدولي الظالم مفادها ان شعوب الامة الاسلامية لن تتخلى ابدا عن دعمها لرجالات اخلاقية المقاومة والصمود والتحدي ومقارعة القوى الاستكبارية لان هذه الاخلاقية هي التي ستحقق للامة اهدافها المشروعة ومطالبها العادلة وهي القادرة على لجم سلوكيات العدوان والغطرسة والغدر سواء الصادرة منها عن اسرائيل الغاصبة او عن الادارة الاميركية الطاغية وحليفاتها او عملائها في المنطقة.

كما افادت هذه الرسالة ايضا بان ابناء الامة الاسلامية اينما كانوا لن يتحملوا الى الابد استحقاقات اخلاقية الهزيمة والاذعان التي تسوغ رؤية نحر الشعب الفلسطيني المضطهد على مذبح المشاريع الصهيونية والاميركية والغربية دون ان تحرك الحكومات والزعامات المعنية ساكنا امام هذه الكارثة المفجعة ولاسيما في قطاع غزة المحاصر.