رمز الخبر: ۸۸۵۰
تأريخ النشر: 11:38 - 20 December 2008
صفوة القول ان الامن الذي ننشده نحن ابناء هذه المنطقة الحيوية في العالم يتعين ان يستند الى قواعد رصينة ومتكاملة متجانسة ومقبولة من قبل الاطراف الحقيقية والمعنية به اي ايران والبلدان العربية المجاورة لها في المياه الزرقاء والمتلاطمة للخليج الفارسي.

عصر ايران، ربيع بلاسم – نحمد الله تعالى ان ثمة في البلدان العربية المطلة على الخليج الفارسي مسؤولين ذوي عقول متزنة يؤمنون بخصوصية العلاقات بين دولهم والجمهورية الاسلامية الايرانية.

فالتصريحات الايجابية التي ادلى بها السيد عبد الرحمن العطية الامين العام لمجلس التعاون والتي رفض فيها دعوة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اشقاءنا العرب ولاسيما جيراننا منهم الى ممارسة الضغوط على ايران وذلك خلال مشاركته في منتدى المنامة لمناقشة الامن في الخليج الفارسي كما ان تاكيده على ان مجلس التعاون يعارض اي حل غير سلمي للفصل في الصراع بين ايران والغرب على خلفية مساعي واشنطن وحلفائها الى منع طهران من حق امتلاك الطاقة النووية السلمية هو الاخر يعكس جانبا اساسيا من حرص جيراننا العرب في الخليج الفارسي على حساسية الموقف وعدم افساح المجال للقوى الخارجية القادمة من وراء المحيطات وكذلك للكيان الصهيوني باللعب على ورقة "فرق تسد" للايقاع بين ابناء منطقة الخليج الفارسي خصوصا وبين الايرانيين والعرب عموما.

الى ذلك فان تصريح وزير خارجية سلطنة عمان السيد يوسف بن علوي لصحيفة الحياة اللندنية والذي اكد فيه على ان طهران لا تشكل تهديدا للعرب معلنا رفضه المشاركة في الاجتماع الوزاري الذي عقد في نيويورك حول أمن الخليج الفارسي ومعارضته مناقشة هذا الملف في اطار مجلس الامن الدولي بحضور الاعضاء الدائمين الخمسة فقط موضحا انه لا يمكن ان يكون هنالك أمن في هذه المنطقة من دون ايران. نقول ان هذا التصريح يعكس القناعة الحقيقية للعقلاء في البلدان العربية المطلة على الخليج الفارسي ، القناعة التي ترى بان عملية خلط الاوراق واقحام كل من هب ودب في منظومة الامن الاقليمي هي عملية بعيدة عن الموضوعية والمنطق ومتناقضة قطعا مع مصالح منطقة الخليج الفارسي وبلدانها وشعوبها المرتبطة مع بعضها البعض باقوى الاواصر بحكم الجيرة ووحدة الاهداف والتطلعات والتعايش التاريخي والتكامل الوظيفي والكثير الكثير من القواسم المشتركة.

صفوة القول ان الامن الذي ننشده نحن ابناء هذه المنطقة الحيوية في العالم يتعين ان يستند الى قواعد رصينة ومتكاملة متجانسة ومقبولة من قبل الاطراف الحقيقية والمعنية به اي ايران والبلدان العربية المجاورة لها في المياه الزرقاء والمتلاطمة للخليج الفارسي.

لكن ان يتم السماح طوعا او كرها لكيان غاصب ومصطنع ك "اسرائيل" التي لا تخجل وهي في مثل هذا الموقف ايضا ان تروج لمؤامرة الترانسفير (ترحيل الفلسطينيين الباقين في ديارهم الى خارج الكيان الصهيوني) او ان تزيد من وتيرة جرائمها غير الانسانية والمروعة حيال اهالي غزة المحاصرين فان هذا امر مرفوض جملة وتفصيلا فضلا عن انه سينعكس حتما بشكل تداعيات تهديدية وخطيرة جدا على الذين يتبنوه باعتبارهم يخولون القوى الاستكبارية والتوسعية ما لا تمت به باي صلة فضلا عن ان المتواطئين مع هذا المخطط لن يحصدوا سوى السراب والخيبة.