رمز الخبر: ۹۰۷۱
تأريخ النشر: 08:19 - 29 December 2008
دعم اسرائيل : وبعد ان تخلى العرب عن الفلسطينيين وتركوهم لوحدهم اخذ الفلسطينيون يعتمدون توجها نحو الداخل ويتبعون سياسات دفاعية جديدة وفي تلك الفترة اصبحت ايران تملك نظاما سياسيا جديدا واكدت على دعمها للمقاومة الفلسطينية.
عصر ايران – على مدى 60 عاما من احتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني مرت الدول العربية باربع مراحل مختلفه تماما تجاه القضية الفلسطينية نلخصها كالاتي :

1- الغفلة التاريخية : وبدأت هذه المرحلة منذ الايام الاولى من ارسال اليهود من اوروبا وسائر مناطق العالم الى فلسطين وكان يتم ذلك تحت حماية بريطانيا واستمرت حتى عام 1967. وطوال هذه الفترة ورغم ان الفلسطينيين عبروا عن احتجاجهم على التدفق اليهودي وخاض اشخاص مثل عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني كفاحا ضد المحتلين الا ان الدول العربية وفي ظل تغافلها الكبير عن زرع اسرائيل في قلب الاراضي الاسلامية والعربية اسهمت في افشال هذه الحركات.

2- الى جانب الشعب الفلسطيني : ومع اعلان قيام اسرائيل عام 1948 وتوسع نطاقها الجغرافي في فلسطين فان القادة العرب الذين كانهم قد افاقوا للتو من غفلتهم بذلوا جهودا لاحتواء المؤامرات الصهيونية . ولذلك وطبعا بتاخير دخل العرب في حرب مع اسرائيل عام 1967 ورغم انهم هزموا فيها الا ان الامل بقي لدى الشعب الفلسطيني بان العالم العربي لم يتركهم لوحدهم ولم يتخل عنهم.

3- المساومة واللامبالاة : وفي هذه الفترة اتبع القادة العرب نهج المساومة واصبحوا من خلال الاعتراف باسرائيل بصدد ترك الشعب الفلسطيني لوحده وكانوا منذ ذلك كمن ينظر الى القضية بعدم مبالاة. فالتوقيع على اتفاقية كامب ديفيد من قبل انور السادات ومن ثم الاعتراف باسرائيل من قبل ياسر عرفات عندما كان اسحاق رابين رئيسا لوزراء اسرائيل تشكل مؤشرات على هذه الفترة.
4- دعم اسرائيل : وبعد ان تخلى العرب عن الفلسطينيين وتركوهم لوحدهم اخذ الفلسطينيون يعتمدون توجها نحو الداخل ويتبعون سياسات دفاعية جديدة وفي تلك الفترة اصبحت ايران تملك نظاما سياسيا جديدا واكدت على دعمها للمقاومة الفلسطينية.

ان المقاومة بوجه الصهاينة (في فلسطين ولبنان) بلورت الوضع بشكل بحيث شعر فيه القادة العرب بان الاوضاع السياسية في المنطقة ليست في صالحهم لاسيما وانهم اصبحوا يواجهون تحديات في الشارع العربي.

ومن هذا المنطلق وبدلا من اصلاح توجهاتهم تجاه فلسطين ودعم المقاومة في مواجهة العدوان وضعوا على جدول اعمالهم تقديم الدعم والمساعدة السرية لاسرائيل لقمع المقاومة (سواء في لبنان او فلسطين) واعطوا مرارا لتل ابيب الضوء الاخضر لابادة الفلسطينيين بحيث ان المجزرة الاخيرة التي وقعت في غزة تعد فقط احدى هذه الحالات.

ويبدو ان القادة العرب ان ارادوا مواصلة الوضع الراهن فاننا يجب ان نشهد في المستقبل بروز المرحلة الخامسة من تعامل الحكومات العربية مع القضية الفلسطينية وهي عبارة عن دخول الجيوش العربية الى فلسطين لقمع الشعب الفلسطيني وقتله بشكل مباشر. ان هذا العمل له ثلاث فوائد بالنسبة للحكومات العربية وهي : اولا ان الجيوش العربية "قد" تذوق طعم النصر وتفك بذلك عقدتها التاريخية ( رغم انها من المستبعد ان تنتصر على شعب يحارب بسلاح الحجارة والصواريخ المحلية الصنع ) وثانيا انها ستتخلص عندها من النفاق الحالي وثالثا انها ستظهر عمليا اخلاصها ووفائها للصهاينه.

وهل وقوع مثل هذا الامر بعيد عن التصور مع وجود هؤلاء الحكام العرب؟