رمز الخبر: ۹۱۶۸
تأريخ النشر: 14:03 - 02 January 2009
مسفر النعيس
ما يحدث في غزة لا يمكن وصفه، فهذا الاعتداء الوحشي من قبل الجيش الإسرائيلي على أهل غزة لا يمكن السكوت عنه، ولابد من اتخاذ إجراءات رادعة لهذا الكيان الصهيوني المحتل، فالشجب والاستنكار وإصدار قرارات إدانة العدوان لا تساوي ثمن الورقة التي كتبت عليها، ولا يمكن أن يعتبر سوى تخاذل وتقاعس من قبل الدول العربية وجامعتها المريضة، وأمينها الذي لا يعرف سوى الظهور بكامل الأناقة والشجب والاستنكار.

هذا الاعتداء الذي سقط فيه الكثيرون من الشهداء الذين تجاوز عددهم ثلاثمئة شهيد وأصيب فيه ما يقارب ثمانمئة من العسكريين والمدنيين، تقول إسرائيل إنه يستهدف المقاتلين من حركة (حماس) الذين يختبئون بين المدنيين، وهذا دليل على الإبادة للجميع ومحاولات إضعاف وإحباط حركة (حماس) المقاومة، والتي أثرت في نفسية العدو الصهيوني، بعد أن أزعجت السلطة الفلسطينية ورئيسها، فما كان منها سوى الوقوف مكتوفة الأيدي وإجراء اتصالات لا ترتقي إلى مستوى العدوان اليهودي.

ما نستغرب منه التعاطي السيئ من قبل العرب وجامعتهم التي لابد من إجراء محاولات إنعاش لها قبل أن تعلن وفاتها بقيادة زعيمها عمرو موسى الذي حوّلها بقدرته وذكائه الخارق إلى عزبة للباشا وزبانيته، ومصدر رئيسي للثراء والوجاهة على حساب العرب وقضاياهم التي لن تحل مادام هذا مستوى التعاطي مع الأحداث.
لا نشك بأن هناك أمراً ما دبر بليل بغطاء وتغاضٍ من بعض الأطراف العربية والدولية لسحق حركة المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة (حماس) الباسلة، والتي أقلقت مضجع الإسرائيليين، وكشفت المواقف المتخاذلة وزادت قرارات الشجب والاستنكار العربي، فاليوم لا تنفع سوى قرارات فعلية تؤثر بشكل مباشر على مصالح الدولة العبرية في المنطقة العربية، فهناك مصالح تجارية وسياسية لابد أن تتوقف، حتى يتوقف معها الذل العربي والخنوع والخضوع، فالكرامة تهدر ولا أحد يجيب.
ما نتمناه أن يدرك العرب أن هذه الأوضاع لابد لها أن تتغير، فمن غير المعقول والمقبول أن يتم تدمير غزة، بينما يستقبل العرب وزيرة الخارجية الإسرائيلية في دولهم، فأين التكاتف والتعاون ووحدة الصف العربي والإسلامي؟ وأين القومية العربية التي تتشدقون بها؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!
كان الله في عون إخواننا أهل غزة ورحم الله شهداءهم وشفى مرضاهم. ويا أسفاه على الأمة العربية التي ماتت ودفنت من دون أن تكفن وتغسل ويُصلى عليها... حسبنا الله ونعم الوكيل.
الراي - الكويت -