رمز الخبر: ۹۱۷۶
تأريخ النشر: 10:34 - 03 January 2009
عصر ایران - تواصل أجهزة الأمن المصرية حملة الإعتقالات في صفوف قوى المعارضة من أجل كبح جماح ملايين المواطنين الذين عقدوا العزم على الإستمرار في التظاهرات المنددة بحرب الإبادة التي تتعرض لها غزة منذ أسبوع.

 وأفادت وكالة مهر للانباء ان عبد المنعم عبد المقصود محامي الإخوان المسلمين في مصر قال في تصريحات لـ (القدس العربي) أن السلطات تتعامل بخشونة بالغة وعداء مفرط مع كافة القوى الوطنية التي تتظاهر من أجل غزة.

 وأضاف بأن الأجهزة الأمنية إستعانت ببلطجية من أجل الإعتداء على المتظاهرين ولم تفرق بين الرجال والنساء والأطفال حيث تعرض العديد من هؤلاء للضرب في وسط المدينة وعدد من المحافظات, كما ألقيت القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين.

 ووصل الأمر الى حد تعرض النساء والأطفال للضرب بالهراوات الا أن تلك الوسائل والتهديدات التي أطلقتها الأجهزة الأمنية لم تنجح في منع المواطنين من الخروج للشوارع فرادى وجماعات, بل لقد لوحظ أن عدداً من الأمهات في أحياء راقية وأخرى شعبية قمن بتعليق لافتات سوداء على شرفات منازلهن تحمل شعارات منددة بالصمت الرسمي وتواطئه ضد الفلسطينيين.
 وقد تعرض المئات من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين وحركة كفاية وحزب العمل والثوريين الإشتراكيين للإعتقال من الشوارع.

 كما قامت السلطات بنشر الآلاف من الجنود على الطرق السريعة لمنع المتظاهرين من التسلل الى العاصمة وألقت القبض على المئات في الطريق الصحراوي واعتقلت مائة وخمسين مزارعاً وموظفاً كانوا قادمين من محافظة الفيوم للإعتصام بوسط القاهرة أمام جامعة الدول العربية.

 كما تحصن الآلاف من الشباب بشوارع جانبية في أحياء العباسية والسيدة زينب ورمسيس طالبين من الحكومة السماح لهم بالسفر للجهاد.

 وفي الإسكندرية إستمرت المظاهرات الغاضبة بالرغم من اليد الطولى لأجهزة الأمن والتي إعتدت على المواطنين الذين خرجوا من أحياء الرمل وسبورتنغ ومحرم بيه وفيكتوريا ونددوا بالحرب وطالبوا بفتح باب الجهاد أمام الراغبين في السفر لغزة للإنضمام لإخوانهم الذين يحاربون الإسرائيليين.

 وفي محافظة البحيرة إندلعت المظاهرات مجدداً بقيادة عدد من نواب الإخوان المسلمين وهتف عشرات الآلاف يطالبون بمحاكمة عاجلة للنظام وطرد السفير الإسرائيلي.
 كما شهدت محافظة الدقهلية مظاهرات ومؤتمراً حاشداً ظهر الخميس الماضي حيث طالب العديد من الشخصيات العامة ورموز المعارضة بعزل الرئيس مبارك من أجل إنهاء نظام الحكم القائم على دعم الإسرائيليين كما أشار إلى ذلك جمال حشمت القيادي الإخواني ومجدي أحمد حسين أمين حزب العمل.

 وفي محافظة الغربية ترك الآلاف من الموظفين والطلبة والمدرسين مكاتبهم وخرجوا لمظاهرات صاخبة حاملين معهم صوراً لضحايا المحرقة الإسرائيلية.

 وتعرض عمرو موسى أمين الجامعة لحملة شرسة من الهجوم والنقد البالغ حيث طالبه العديد من المتظاهرين بالإستقالة من منصبه معتبرين أن ما يقوم به من نشاط أقرب لأداء نجوم المسرح والسينما, وقال مجدي أحمد حسين أمين حزب العمل إنه لا يفعل شيئاً لخدمة القضية وأنه بات لا يتمتع بأي شعبية على الإطلاق بينما إعتبره كمال خليل القيادي في حركة كفاية أحد أسباب الأزمة التي يعيشها العالم العربي وذلك لأنه لا يفعل شيئاً سوى الشجب والإدانة.

 وقد دخل طلاب الجامعات الخاصة المعروف بانتمائهم لعائلات ثرية على خط المواجهة حيث شهدت مدينة السادس من أكتوبر مظاهرات حاشدة أطلقها طلاب الجامعة الألمانية.
 وأصدر مكتب الإرشاد التابع للجماعة أوامره لأعضاء الكتلة البرلمانية بالتوجه لقراهم ومدنهم لقيادة المظاهرات فيها وهو ما شهدته العديد من المحافظات.

 وأكد النائب سعد الكتاتني رئيس الكتلة الإخوانية في مجلس الشعب إن الأجهزة الأمنية مهما إستخدمت من أساليب قمعية واعتدت على المواطنين فلن تحول بينهم وبين التظاهر حتى ينتهي الحصار المفروض على غزة.

 وذكر التقرير أن القيادات الأمنية تلقت أوامر من قيادة النظام لحظر إطلاق أي مسيرات تعاطف مع الفلسطينيين, وذلك بعد الهجوم الواسع على رموز النظام وعلى رأسهم الرئيس المصري مبارك حيث بات من المألوف أن المتظاهرين يصبون جام غضبهم عليه حيث يحملونه مسؤولية تردي الأوضاع التي يشهدها أهالي القطاع.

 وكان مزيد من الهجوم والإستياء قد تعرض له الرئيس إثر الإعلان عن قيام الرئيس بوش بتوجيه التحية لمبارك أمس على موقفه الإيجابي وجهوده التي بذلها على مدار الأيام الماضية وكانت العلاقة بين الرئيسين قد شابها الكثير من التوتر منذ بدء الولاية الخامسة لمبارك.
 واعتبر الكثيرون من رموز المعارضة المكالمة الأخيرة دليل إدانة جديدا على أن النظام المصري ليس بريئاً من الدماء التي تنزف في القطاع.

 كما شن رموز المعارضة وآلاف المتظاهرين هجوماً شديداً على وزراء الخارجية العرب الذين فشلوا في التعامل مع الكوارث التي تحل على أهالي غزة حيث خرجوا بعد إجتماع دام عشر ساعات ببيان هزيل.

 كما قامت وزارة الإعلام متمثلة في إتحاد الإذاعة والتليفزيون بفرض رقابة صارمة على جميع البرامج التي تبث على الهواء لحظر أي نقد يوجه للرئيس المصري وذلك بعد أن شهدت الأيام الماضية قيام مواطنين بالإتصال ببعض البرامج وتوجيه نقد لاذع لنظام الحكم بسبب موقفه من الحرب التي تشن على غزة.

 من جانبها حذرت وزارة الأوقاف الخطباء من إثارة مشاعر المصلين أو دفعهم لرفع رايات الجهاد وحظر أي دعاء على الحكام العرب في المساجد.