رمز الخبر: ۹۳۶۳
تأريخ النشر: 10:51 - 11 January 2009

رويترز - نيويورك: قالت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الاميركي جورج بوش تملص من طلب سري لاسرائيل العام الماضي بالحصول على قنابل خارقة للحصون كان تريدها لشن هجوم على المجمع النووي الايراني الرئيسي قائلة انه اجاز القيام بعمل سري لتخريب ما يشتبه بانه تطوير ايران لاسلحة نووية.

ونقلت الصحيفة يوم السبت عن مسؤولين اميركيين واجانب قولهم ان البيت الابيض لم يستطع تحديد ما اذا كانت اسرائيل قررت شن الهجوم قبل اعتراض واشنطن او ما اذا كان رئيس الوزراء ايهود اولمرت يحاول جعل بوش يتحرك بشكل اكثر حسما قبل تركه الرئاسة هذا الشهر.

وقصفت اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط موقع مفاعل نووي مشتبه به في سوريا في عام 2007.

وقالت الصحيفة ان تفصيلات البرنامج السري الاميركي الموسع وجهود ادارة بوش للتحدث مع اسرائيل بشأن مهاجمة ايران جاءت من مقابلات على مدى 15 شهرا مع مسؤولين اميركيين حاليين وسابقين ومفتشين نوويين دوليين وخبراء من الخارج ومسؤولين اوروبيين واسرائيليين.

وقالت الصحيفة ان لا أحدا ممن تمت مقابلتهم ابدى استعداده للتحدث علانية واضافت انها حذفت تفصيلات كثيرة من الجهود السرية من تقريرها بناء على طلب مسؤولين كبار بالمخابرات والادارة الاميركية.

واضافت ان هذه المقابلات اشارت ايضا الى انه "على الرغم من انه تم اطلاع السيد بوش بشكل مكثف على خيارات شن هجوم اميركي علني على المنشات الايرانية فانه لم يصدر مطلقا تعليماته للبنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) بتجاوز التخطيط الطاريء حتى خلال السنة الاخيرة من رئاسته."

ولكن اشخاصا شاركوا في البرنامج السري قالوا ان بوش الذي يدرك ان العقوبات المالية ضد ايران غير كافية لجأ الى وكالة المخابرات المركزية الاميركية مجيزا محاولة اوسع موجهة للبنية الصناعية الايرانية التي تدعم برامجها النووية.

وخلال رئاسة بوش التي تنتهي في 20 يناير كانون الثاني حاولت الولايات المتحدة تشديد عقوبات الامم المتحدة ضد ايران لوقف برنامجها النووي الذي تعتقد الدول الغربية انه يهدف الى صنع اسلحة.

وتصر ايران التي لا توجد بينها وبين الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية وغالبا ما تنتقد اسرائيل بشدة على ان برنامجها النووي ليس الا لاغراض سلمية.

وقالت الصحيفة ان بعض مسؤولي ادارة بوش مازالوا متشككين في فرص نجاح البرنامج السري في ضوء ما وصفه احدهم باقتراب ايران من تحقيق القدرة على انتاج اسلحة.

واضافت ان اخرين يرون انه لم يكن من الممكن اثناء اسرائيل عن مهاجمة ايران لو انهم يعتقدون ان من غير المحتمل ثبات فعالية الجهود الاميركية.

وقالت الصحيفة ان ما ازعج واشنطن بشكل خاص في تعاملاتها مع اسرائيل طلبها الطيران فوق العراق للوصول الى المجمع الايراني الرئيسي في نطنز وهو طلب رفضه البيت الابيض بشكل قاطع.

ولكن المناقشات والتوتر دفع واشنطن الى زيادة مشاركتها في معلومات المخابرات مع اسرائيل بما في ذلك الجهود الاميركية الجديدة الرامية الى تخريب البنية الاساسية النووية الايرانية.

وقالت الصحيفة ان المقابلات التي اجرتها اشارت الى ان مسؤولين برئاسة وزير الدفاع روبرت جيتس اقنعوا بوش بان من المرجح الا يكون شن هجوم علني على ايران فعالا وسيؤدي الى طرد المفتشين النوويين وجعل الجهود النووية الايرانية تتواري عن الانظار بشكل اكبر.

واضافت الصحيفة ان "السيد بوش ومساعديه ناقشوا ايضا احتمال ان تثير اي ضربة جوية حربا اوسع في الشرق الاوسط ستتورط فيها بشكل حتمي القوات الاميركية البالغ عددها 140 الفا في العراق".

وقالت ان بوش اختار بدلا من ذلك زيادة العمل السري المكثف مضيفة ان تلك العمليات وقضية ما اذا كانت اسرائيل ستوافق على اي شيء اقل من شن هجوم تقليدي على ايران يمثل مشكلات مزعجة لاوباما.