رمز الخبر: ۹۵۲۴
تأريخ النشر: 14:09 - 15 January 2009
عدنان علي
قراءة في عناصر قوة المقاومة
 
عصر ایران - العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والذي تطور إلى عمليات برية كان أعد خطته قبل أشهر وزير الحرب ايهود باراك، أي قبل انهيار التهدئة بوقت، وعرضها لاحقا على رئيس الحكومة ايهود اولمرت ورئيس الاركان غابي اشكنازي حيث تمت المصادقة عليها نهائيا مساء الجمعة عشية بدء العدوان.

والواقع أن ما ظل يلجم شهود توسيع العدوان إلى عملية برية واسعة النطاق تصل إلى حد الاجتياح الشامل، هو الأكلاف المرتفعة مثل هذه العملية عسكريا وسياسيا وأخلاقيا، اضافة إلى التحضير لليوم التالي من احتلال القطاع وكيفية ادارة شؤونه الخدمية والبلدية اليومية.

وإذا كانت الذريعة المباشرة لهذا العدوان تتصل بإسكات صواريخ المقاومة على جنوبي فلسطين المحتلة، فإن أسباب اخرى تقبع في الافق عسكرية تتصل فضلا عن احتواء حماس سياسيا وجيوسياسيا بحسب الدعاية الاسرائيلية وهو ما عبرت عنه وزيرة خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني من أن القضاء على حكم حماس في غزة هو حاجة للمنطقة، احتواؤها ايضا عسكريا بحسب هذه الدعاية ايضا التي تعمد إلى تضخيم الخطر المحدق والذي يتطلب تحركا عاجلا، وحسب المصادر الاسرائيلية فإن حماس تملك صواريخ ذات مدى ۱۴ - ۱۵ كلم وحتى ۳۰ كلم أو ۴۰ و۴۵ كلم، وتضيف المعلومات الاسرائيلية إن أجنحة هذه الصواريخ اكثر تطورا وتحليقها اكثر دقة والرأس اكبر من السابق.

وأصبحت صناعة السلاح في حماس تنتج اليوم صاروخا هو على درجة كبيرة من الشبه بالكاتيوشا الروسية وتعكف الحركة على الانتاج المكثف لهذا الصاروخ والذي يطول بلدات كريات غات واسدود ونتيفوت وعشرات التجمعات. وتضيف المصادر:إن ما تغير ليس المدى فقط. وانما الشدة والدقة وهناك تغير جوهري ايضا في المواد الناسفة. وأصبح من الممكن تخزين الصواريخ وهي جاهزة للاطلاق الفوري لعدة أشهر، ما يعني أن حماس تمكنت من تخزين الصواريخ والقيام في اللحظة الملائمة باطلاق أكثر من خمسين صاروخا في اليوم الواحد.

أما مصادر سلاح الجو الاسرائيلي فتقول: إنه لن يكون لدى (اسرائيل) حل ملائم لمشكلة الصواريخ قصيرة المدى، سواء كانت كاتيوشا أم قسام، ولن يكون ممكنا منع عمليات اطلاق الصواريخ.

أما الذراع الهجومية الثانية لدى حماس فهي الخلايا الاستشهادية التي دربت لتنفيذ عمليات داخل الخط الاخضر، وأخيرا هناك قوة حماس القتالية الاساسية التي تستعد للتصدي للجيش الاسرائيلي وتكبيده ثمناً دمويا فادحا اثناء هجومه. ويقدر عدد مقاتلي حماس بعشرين ألف مقاتل نصفهم من قوات الشرطة والامن الداخلي، والنصف الثاني قوة هجومية كالقوة التنفيذية التي أقيمت بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع يضاف إلى ذلك القوة النوعية المتمثلة في كتائب عز الدين القسام.

وترى المصادر أن حماس التي ضاعفت قوتها خلال الأعوام الاخيرة وارتقت بمهنيتها بمستوى لم تفعله التنظيمات الاخرى خلال عشرين عاما، تعد نفسها للتصدي في ثلاثة مستويات من المناطق: المنطقة الزراعية حيث تقوم (اسرائيل) فيها بتنفيذ هجمات يومية ومكثفة، ومنطقة التأخير التي تسعى حماس لزرعها بالكمائن والعوائق لتأخير وصول الجيش الاسرائيلي للمنطقة الثالثة والاساسية وهي منطقة التمترس، أي المنطقة العمرانية المكتظة التي تكرس لها حماس اغلبية جهود التمترس والتحصين والتي ينتظر أن تجري فيها حرب العصابات الاكثر شراسة نحو ما حصل في مخيم جنين خلال الاجتياح الاسرائيلي للضفة الغربية عام .۲۰۰۳
وقال جنود اسرائيليون شاركوا في العمليات العسكرية الاخيرة في قطاع غزة في شهادات امام التلفزيون :إن رجال المقاومة في غزة بدأوا يظهرون قدرات جيش مدرب ومنظم ويعمل وفق خطط مدروسة.

أخيرا، وبعيدا عن التوظيفات السياسية الداخلية لهذا الطرف الاسرائيلي أو ذاك، فإن المصادر العسكرية الاسرائيلية التي تتابع بناء قوة حماس مقتنعة بأن الحركة سوف تتمكن من امتصاص الضربة العسكرية الاسرائيلية المتوقعة واعادة بناء نفسها من جديد، وإنه لا مفر في النهاية من الحديث مع حماس.. لكنها جولة حماقة لابد منها قبل الاقرار بضرورة التعامل مع الوقائع كما هي. وليس كما تريدها (اسرائيل).

الثورة - سوريا