رمز الخبر: ۹۵۲۵
تأريخ النشر: 14:26 - 15 January 2009

الفرصة الأخيرة

جددت قطر دعوتها لعقد قمة عربية طارئة الجمعة القادم بالدوحة لبحث الاجراءات الكفيلة لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، ويتجلى في هذه الدعوة المبدئية صدق المواقف في ابهى صورها، وهو ما ينسجم مع مبادئ الانحياز الى الحق ونصرة المظلوم ورد الظلم، وتمثل أيضا الفرصة الأخيرة لكل العرب للارتفاع الى مستوى المسؤولية التاريخية، والانحياز إلى الحق، والتجاوب مع الفلسطينيين لنصرتهم في مواجهة عدوان جائر وغاشم يستهدف وجودهم في ارضهم ويسفك دماءهم في ظل صمت من الاقربين.

ولعل السؤال الذي طرحه معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية بكل شفافية ووضوح في حديثه لقناة الجزيرة: نسأل العرب ماذا هم فاعلون؟ سيظل يبحث عن اجابة تختبر إرادتنا جميعا، فهل نستجيب لضميرنا ونبض الشارع، الذي كان موقفه افضل من الحكومات، ونسرع إلى عقد القمة، ونتخذ القرارات المناسبة ام نهرب الى الامام ونمنح اسرائيل وقتا لتنجز (حرب الابادة)؟.

مما لا شلك فيه ان هذه الدعوة تعكس الجدية والحرص على وقف العدوان، والاتفاق على موقف عربي موحد، وليس مقبولا تأخير مثل هذه القمة، فأوجب الواجبات ان تلتئم في الزمان والمكان المحددين بمن حضر، لان في ذلك تأكيدا على أهمية القمة وجدية القضية، والحرص على نصرة غزة ووقف العدوان.

اختبر العرب الإرادة الدولية، وثبت فشل مجلس الامن الدولي في تنفيذ قراره ۱۸۶۰ الداعي لوقف إطلاق النار فورا، واستخفت إسرائيل بالقرار بل تحدت الشرعية الدولية، وحان وقت ان نختبر إرادتنا وان نضع حلا بأنفسنا، ونملك من الادوات ما يجعل الموقف العربي الموحد يلجم اسرائيل ويوقف عدوانها. قمة غزة في الدوحة تمثل الفرصة الاخيرة لنكون امة لا يستخف بها الآخرون.
الشرق - قطر