رمز الخبر: ۹۶۳۰
تأريخ النشر: 10:56 - 19 January 2009
نزار عابدين

وأنا أيضا أشعر بالعار

عصر ایران - ذات محنة كتب كاتب عربي أصيل مقالة بعنوان: أشعر بالعار لأنك.. وفي العدوان الهمجي على غزة قدم اعتذاره إلى الفلسطينيين كافة وإلى أهل غزة خاصة، لأنه من شعب يحكمه ذاك الحاكم.. وأنا أيضا أشعر بالخزي والعار صارا لباسا لي وكساء.. كأن أطناناً من القطران أو الماء الوسخ صبت فوقي.


أشعر بالعار لأنني من هذه الأمة التي استكانت إلى الظلم والذل والهوان فكأنها ماتت.. وما أنا إلا من (غزية) ولا أبرئ نفسي من الاستسلام للعجز ولكن الشعب جسد يقوده رأس، فاذا فسد الرأس فماذا يستطيع الشعب أن يفعل؟

ليس هذا وقت التحليل والتفكير الهادئ الموضوعي.. أريد أن أنفس عن غضبي، فلا أستطيع أن أقول ما أريد، وما أقوله لا يكفي، فأبكي من غير دموع وأرفع يدي إلى الله.

أشعر بالخجل من لغتي العربية لأنهم يتكلمون بها فيخرجون ما في نفوسهم من ذل وخيانة وهوان وكذب وافتراء، ولأن (الكتبة) المأجورين يكتبون بها، فيحاولون تغطية وجه الشمس بغربال. ألم توقظهم دماء مئات الشهداء وآلاف الجرحى؟

أعرف أن منهم من سيتهمني بأنني أحرص على العنف و(أنسى أمجادهم القديمة) وأنني متعصب ومتطرف ومحرض على الإرهاب، قد يقولون إنني متواطئ وربما قالوا إنني عميل، كما اتهموا سماحة السيد، ولا أرد عليهم (فلو أن كل كلب عوى..) ولكنني أقول لهم ما قاله ابن الرومي لأحدهم:

أبي وأبوك الشيخ آدم تلتقي
مناسبنا في ملتقى منه واحد
فلا تهجني حسبي من الخزي أنني
وإياك ضمتنا ولادة والد
أشعر بالعار أمام شافيز، وأمام أردوغان وأمام موراليس وأمام شرفاء العالم، وأمام عروبتي.. أشعر بالعار أمام كل طفل في غزة وكل أم وكل عجوز وكل شهيد.

ماذا سأقول لهم بين يدي الله؟ أنا أنعم بالدفء والفراش الوثير والطعام والشراب، والحاكمون منشغلون عنهم أو يتآمرون عليهم، وأنا لست (منتظر الزيدي) كم نحتاج من أمثال منتظر!! وأي مصنع سيكفينا؟!

أشعر بالعار لأن بعض الحكام يحاولون أن يحققوا لإسرائيل بالمفاوضات ما عجزت عن تحقيقه بالعدوان.. وأشعر بالخزي لأن المتظاهرين في كل مكان خرجوا بمئات الآلاف أحيانا، وكانت الشرطة تحرسهم، وفي بلدان عربية قمعتهم وضربتهم واعتقلت أعدادا منهم.. وأشعر بالعار لأن قلما مرتزقا قال عن السيد حسن نصر الله (الشيخ حسن هزيمة) والله لو أن نصر بدر تعارض مع سياسة من يدفع له أجره لقال إن المسلمين هزموا في بدر والخندق ولم يفتحوا مكة.. وأشعر بالقهر لأن قلمي مكبل بقيود كثيرة.
الوطن - قطر