رمز الخبر: ۹۶۵۶
تأريخ النشر: 15:31 - 19 January 2009
ضياء الدين احتشام
عصر ايران،ضياء الدين احتشام – اذا اردنا تحديد الطرف المنتصر او المهزوم في حرب ما فانه يجب النظر الى الاهداف التي حددها لاسيما الطرف الذي شن الحرب والى مدي استطاع تحقيقها ليتضح من خلال ذلك الطرف المنتصر او المهزوم.

الا ان الاسرائيليين ومن خلال الدرس الذي تلقوه في حرب ال33 يوما لم يعلنوا بشكل علني ومحدد الاهداف الرسمية لحربهم على غزة لكن ظروف ميدان الحرب والدبلوماسية وكذلك تصريحات سلطات تل ابيب تشير الى ان الاسرائيليين كان بوسعهم من خلال تحقيق الاهداف التالية ان يعتبروا انفسهم بانهم المنتصرون في الميدان:

1- القضاء على حماس : ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تعد العقبة الاهم والاكثر جدية امام تحرك اسرائيل لتحقيق اهدافها التوسعية. وهناك تياران رئيسيان على الساحة الفلسطينية الاول التيار الذي يتزعمه محمود عباس (ابومازن) ويؤمن بالحوار والثاني حماس التي تعتقد بانه لا يمكن من خلال الدبلوماسية فقط ارغام الكيان الاسرائيلي على الانسحاب والتراجع واذا كان مقررا حل القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات فانها يجب ان تكون مدعومة بالعمل العسكري والا فان الاسرائيليين لن يرضخوا لاعادة حتى قسم ضئيل من حقوق الفلسطينيين.

وطبيعي فانه اذا كان بامكان اسرائيل القضاء على حماس فانها ستكون امام تيار سياسي واحد على الساحة الفلسطينية يفتقد الى اي قدرة عسكرية وعندها فان اسرائيل المدججة بالسلاح لن تعطي اي تنازلات لهذا التيار. لذلك فان القضاء على حماس في الحرب الاخيرة كان يشكل بكل تاكيد اكبر امنية لاسرائيل التي لم تتمكن من تحقيقها والان وهي اعلنت وقف النار من جانب واحد فان حماس مازالت موجودة وتواصل نشاطها وتحركها، لذلك فان اسرائيل اخفقت في تحقيق هذا الهدف بشكل كامل.

2- حذف العناصر الرئيسية لحماس : كان بامكان الاسرائيليين ان يعلنوا من خلال القضاء على الشخصيات الرئيسية في حماس بانهم حققوا اهدافهم التي كانوا يصبون اليها وان ينهوا بعدها الحرب، لكنهم لم يتمكنوا من قتل الا واحد او اثنين من اعضاء حماس الذين استشهدوا وهم في بيوتهم الى جانب افراد اسرهم.

3-وقف اطلاق الصواريخ : ان اطلاق حماس للصواريخ على القواعد العسكرية والمستوطنات الصهيونية كان يشكل اهم ابعاد الدعاية الاسرائيلية في تبرير عدوانها على غزة. وكان الاسرائيليون بصدد القضاء على القوة الصاروخية لحماس لتغيير توازن القوى لصالحهم بشكل مطلق وان يقولوا للمستوطنين وسكان المدن وعلى اعتاب الانتخابات الاسرائيلية بانهم استطاعوا بعد اعوام ايقاف عملية اطلاق الصواريخ في حين ان حماس واصلت حتى اخر يوم من الحرب اطلاق الصواريخ وان التقديرات تشير الى انه حتى اذا كانت الحرب تستمر الى ستة اشهر اخرى فان حماس كانت قادرة على مواصلة اطلاق الصواريخ بحجمها الحالي.

4- احتلال غزة ولو بصورة مؤقتة : كان بامكان اسرائيل ومن خلال احتلال قطاع غزة ان تستعرض عضلاتها وتقول انها استطاعت احتلال المنطقة الخاضعة لنفوذ المقاومة في اقصر فترة زمنية ممكنة لكن هذا الشئ لم يتحقق هو الاخر وان الاسرائيليين تكبدوا خسائر كبيرة من خلال تحركهم الضئيل في المناطق المختلفة من غزة، لذلك لا يمكن اعتبارهم المنتصرين في هذا المجال.

5- اعلان حماس لوقف النار : اذا كانت حماس تطالب بوقف اطلاق النار او انها كانت تعلن وقف النار من جانب واحد، لكان بوسع الاسرائيليين وضع ذلك في خانة هزيمة حماس، لكن هذا الشئ لم يحصل على ارض الواقع فحسب بل ان الاسرائيليين وبعد 22 يوما من الحرب هم الذين اعلنوا وقف النار من جانب واحد. وحتى اذا كان الاسرائيليون يوافقون على وقف النار بعد قرار مجلس الامن الدولي بهذا الخصوص لكان بامكانهم التستر على هزيمتهم واعتبار قبول وقف النار ، بانه جاء احتراما لقرار مجلس الامن لكنهم واصلوا الحرب على امل القضاء بشكل تام على حماس او ايقاف اطلاق الصواريخ، لكنهم ومن دون تحقيق اي من هذه الاهداف اعلنوا وقف النار من جانب واحد فيما تؤكد حماس انها ستواصل المقاومة طالما كانت غزة محاصرة.