رمز الخبر: ۹۸۰۲
تأريخ النشر: 15:19 - 24 January 2009
علام خربط
هزيمة اسرائيلية.. وجهة نظر
 
عصر ایران- يمكن القول ان احد ابرز الدلائل على خسارة اسرائيل بعدوانها السافر على قطاع غزة، وبعيدا عن الإنسياق وراء تحليل فيما اذا كانت حققت نتائجها التي شنت من اجلها عدوانها او لا.
بعيدا عن ذلك كله، فإن ما يمكن اعتباره خسارة كبرى بالفعل هو تأليب العالم اجمع لسياسات هذا الكيان العدواني الآثم، الذي طالما سعى وبما ملك قادته من وسائل لأن يقدم نفسه على انه مجتمع يسعى للسلام، غير ان الحقيقة كانت وستبقى عكس ذلك تماما.

فبعد عدوانها الدموي على شعب اعزل تماما بمنتهى الوحشية التي فاقت كل تصور، هبت الجماهير الغاضبة في مختلف مدن المعمورة قاصيها ودانيها للتنديد بالجرائم الوحشية التي اقترفتها وتقترفها إسرائيل التي حاولت طويلا حتى الى ما قبل بدء العدوان، استمالة العديد من الدول لإقامة علاقات طبيعية معها، سيما تلك البعيدة جغرافيا عن بؤرة الصراع العربي الإسرائيلي، وذلك عبر فتح قنوات ديبلوماسية معها وهي التي تكونت لديها قناعات والى وقت ليس بقليل ان تل أبيب بدخولها عملية السلام منذ بدايتها انما بدلت بذلك جلدها المسموم ايدولوجيا وسياسيا منذ ردح من الزمن، لتجنح الى السلم وتطوي حقبة طويلة من صراع مرير طالما عانى منه العالم كله.

غير ان القاتل يأبي ان يهجر صنعة أبائه الأوائل التي جبلت عليها اجيال نشأت داخل الكيان الصهيوني، اذ ها هو بمجازر غزة المتواصلة يسقط قناع الزيف الذي من خلال التقنع به حاولت اسرائيل عبثا تغيير الأدوار لتبدو هي الضحية المقاتلة من اجل العيش بسلام وهدوء، فيما الضحية الحقيقية تتلبس دور المجرم السفاح مغتصب الحق التاريخي في الأرض المقدسة، تلك هي الأكذوبة الصهيونية الكبرى اذن والتي لم ولن تكن لتنطلي بعد الآن على معظم شعوب العالم، سيما تلك التي دفعت بها دماء شهداء غزة الى شوارع بلادها لتعلو فيها صرخات غضب لم تشق الحناجر باسم دولة معينة، بقدر ما كانت باسم الإنسانية التي تثير حمية كل من يدرك معانيها مهما اختلف مذهبه او لغته التي تتوحد جميعها في رفضها لهذا الإرهاب الوحشي الذي بممارسته اسرائيل تضرب عرض حوائط العالم كله.

وما كشفته عين الكاميرا بكل أدواتها، من صور الدمار في نواحي غزة لغاية اليوم، وناهيك الأعظم المريب المخفي، يشكل بحد ذاته وبما يزخر فيه من بشاعة وصلف مريعين، رسالة واضحة تشرح بنفسها نفسها مجددا وبما لا يقبل المراوغة او التلفيق، لتكشف حقيقة ما يجري وتفضح بغير مترجم او وسيط همجية العدو الإسرائيلي، الذي تعريه اكثر تلك المجازر في كل انحاء الأرض، وبشكل ستعجز اسرائيل عن تجاوزه لوقت طويل حتما، وبما له ان يدحض اكثر، أي إدعاءات مستقبلية ترمي الى رغبتها في فتح ملف السلام عن جديد وذلك بمعزل عن اي صفقات تبقى محتملة، سيما وان اسرائيل لم ولن تصدقها من الآن فصاعدا اغلب الشوارع العربية والإسلامية التي انتفضت من اجل غزة، وذلك في سياق ادراك متأخر ربما أن هناك عدوا خطيرا يتسم بكل صفات الإجرام الذي اسس له دولة اسمها اسرائيل.

الدستور- الاردن