رمز الخبر: ۹۸۳۸
تأريخ النشر: 13:32 - 25 January 2009
ان السيد احمد الجار الله هو رئيس التحرير المعادي لايران لصحيفة "السياسة" الكويتية، ويكتب بين الفينة والفينة اشياء ضد ايران وكانه لا يستطيع ان يمضي ايامه من دون ان يكيل الشتائم والسباب لايران.

عصر ايران – ان السيد احمد الجار الله هو رئيس التحرير المعادي لايران لصحيفة "السياسة" الكويتية، ويكتب بين الفينة والفينة اشياء ضد ايران وكانه لا يستطيع ان يمضي ايامه من دون ان يكيل الشتائم والسباب لايران.

وقد وجه الجار الله في مقال اخيرا انتقادا لتقديم ايران الدعم لحماس وقال ما مضمونه ان هدف الصواريخ الايرانية التي استخدمت في غزة ضد الاسرائيليين هو بث الفرقة في العالم العربي وحرف الراي العام عن الاسلحة النووية الايرانية.

ورغم انه ليس هناك ادنى شك بهشاشة وهزال هذا الكلام لكنه ومن اجل التثبيت في التاريخ ولدى الضمائر البشرية الحية والمتيقظة نرد ولو بايجاز على هذا الكلام.

فاذا كانت ايران تدعم حماس وانها كما كتبت السياسة ، تزودها بالسلاح والصواريخ فان ذلك يعود الى تقاعس العرب انفسهم. فاذا كان العالم العربي يتحمل القليل وفقط القليل من المسؤولية تجاه فلسطين لما كان الامر يصل الى هذا الحد بان تريد ايران دعم حماس.

انظروا! ان ايران دعمت حزب الله لكي يستطيع دحر الجيش الاسرائيلي المدجج بالاسلحة المتطورة بواسطة اسلحة ليست متطورة كثيرا. وفي غزة استطاعت حماس من خلال صواريخها ارغام اسرائيل على اعلان وقف النار من جانب واحد.

والان حيث تمكنت دولة غير عربية ان تعمل شيئا وباقل الامكانات لكي يدحر ويهزم الجيش الاسرائيلي في حربي ال33 يوما و 22 يوما، فكيف اذا كانت الدول العربية المهمة مثل السعودية ومصر وسورية والاردن و... تقوم بالتعاون مع بعضها لدعم اللبنانيين والفلسطينيين ، وعندها لشاهدنا ماذا كان سيحدث؟

وبلا شك ، فانه في ظل هذا الدعم والمناصرة ، ان لم تدمر اسرائيل لكان على الاقل قد طبق مشروع السلام العربي في ارض فلسطين ولم يبق في ادراج القادة العرب، لكن عندما يرى الاسرائيليون بانهم يواجهون شعبا وحيدا ومن دون مناصر، فما الداعي اذن لقديم التنازلات له.

ولا ننسى انه يجب التحدث الى اي طرف بلغته، وان اللغة التي تفهمها اسرائيل هي لغة القوة. والمثال على ذلك الافراج عن سمير القنطار والاسرى اللبنانيين الاخرين الذين لم تكن اسرائيل مستعدة للافراج عنهم ، لكن وبعد حرب ال 33 يوما اضطرت للتراجع والافراج عن هؤلاء الاسرى مقابل جسد جنديين لها قتلا في الاشتباكات مع حزب الله.

واذا كان العرب قلقين من تقديم ايران الدعم لحماس وحزب الله بوصفهما مجموعات عربية – اسلامية ، فليتفضلوا وياخذوا زمام المبادرة ويقدموا الدعم لهذه المجموعات بحيث لا تكون بحاجة الى مساعدات ايران.

لكن القادة العرب ، مثلهم مثل الذي يسد الطريق على شخص جائع فلا هم يعطونه الخبز ولا يسمحون للاخرين بتقديم الخبز له واذا استطاع احد ان يقدم الخبز لهذا الشخص فانهم يشمتون به ويتهمون بالف تهمة.

واما فيما يخص السلاح النووي الايراني ، فانه لا باس ان يرد السيد الجار الله بانصاف على هذه الاسئلة وحتى ان لم يجرؤ على نشرها :

1- ان جهاز الاستخبارات الاميركية والموساد والاينتلجنت سيرفيس لم تستطع لحد الان اثبات وجود اسلحة نووية في ايران، فكيف يعلم السيد الجار الله بوجود هكذا اسلاح في ايران، وهو اللغز الذي قد يعرف حله السيد الجار الله بعقبريته الخارقة في التجسس!

2- وعندما تقول الوكالة الدولية للوكالة الذرية في تقاريرها العديدة بانه لا يوجد انحراف في النشاطات النووية الايرانية نحو انتاج السلاح النووي وعندما تقر اميركا ، وهي المدعي الرئيسي في الملف النووي الايراني وخلال التقرير الصادر عن 16 جهاز استخباراتي لها بان ايران تخلت منذ عام 2003 عن برنامجها النووي العسكري (وايران تؤكد انها لم تكن تملك اي برنامج عسكري حتى قبل عام 2003)، اذن لماذا ولاي سبب واستنادا الى معلومات ومستندات يتحدث السيد جار الله عن السلاح النووي الايراني؟

3 في حين ان العدو الاكبر للعالم الاسلامي والعربي اي اسرائيل تمتلك الاسلحة الذرية وهي حتى ليست عضوا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي ولا تسمح للمفتشين الدوليين لتفتيش منشآتها النووية ، فلماذا يهاجم السيد الجار الله البرنامج النووي السلمي لدول مسلمة ومعادية لاسرائيل؟ كيف ان كون اكبر محتل للاراضي الاسلامية والعربية يملك السلاح النووي لا يثير قلق السيد الجار الله الا ان النشاطات النووية لبلد عضو في الوكالة الدولية التي تراقب على مدار الساعة نشاطاته عبر الات التصوير ، يثير اهتياج السيد الجار الله بهذه الطريقة؟ فهل هذا يعكس الحسد والغيرة ام انه يشير الى القيام بمهمة خاصة؟!

وليت نتعلم ان نتحلى على الاقل بالعدل والانصاف ان لم يكن لنا دين!