رمز الخبر: ۹۸۸۵
تأريخ النشر: 15:39 - 26 January 2009
محمد صادق الحسيني
موازين 'نووية' في جديد المعادلة الغزاوية!
محمد صادق الحسيني

عصر ايران - ثمة رائحة غاز ودعاء وطاقة نووية في المياه الاقليمية الغزاوية واستعدادات قد تكون لجولة اوسع يقال انها قد تشمل الضفة الغربية هذه المرة ايضا وربما ابعد من ذلك ولا من محيص سوى الزمن الآتي!

لقد صمتت المدافع وتراجع هدير الطائرات وانكفأت الحرب مؤقتا الى ميدان السياسة نعم، لكن اللعبة الكبرى قد بدأت لتوها عند البعض، لا سيما بعد الصمود الاسطوري الغزاوي الذي غربل الموازين !

فخيبة تموز/يوليو العام 2006 كانت كما هو معروف قد خلفت كآبة على مستوى القيادة الاسرائيلية كما على مستوى الناخبين، فيما جاءت خيبة كانون الثاني/يناير من العام 2009 لتخلف هذه المرة احباطا مدويا على مستوى الرعاة الكبار لهذا الكيان المصطنع والهزيل !
فقوة الردع الاسرائيلية التي هي من مقومات هذا الكيان الاساسية منذ تاسيسه قد تلقت فوق رمال غزة المتحركة ضربة قاصمة تاتي بعد خسارتها لأول حرب حقيقية لها مع الفلسطينيين هي الاولى من نوعها على ارضهم، ما يجعل الضرر في قوة الردع والهيبة الاسرائيليين لا ينحصر بالتصدع فحسب كما كان قد حصل في تموز من العام 2006 بل ستكون له تداعيات استراتيجية بعيدة المدى .

من جهة اخرى واذا كانت ايران التي لطالما جيشوا المشاعر ضدها وعبأوا الحاقدين عليها وركزوا التحشيد ضدها بانها هي من كانت وراء صمود المقاومة اللبنانية 33 يوما، وانها باتت على تخوم الكيان الاسرائيلي على امتداد سواحل المتوسط بعد نصر تموز اللبناني المجيد، فانها اليوم وبعد خيبة اولمرت الثانية، وحماقة الترويكا الاسرائيلية والتي لم تر ابعد من صندوق انتخاباتها الحالي، انما جعلت ايران تجثم على صدر هذا الكيان المترنح وتصبح الناخب الاول في صندوق ما بعد زوال النظام العنصري الحاكم في تل ابيب !

ليس في ما قيل اعلاه اي شيء من باب التمني او المبالغة او الشعار او العواطف او الرغبة في رفع المعنويات او جزء من الحرب الدعائية والنفسية ضد الكيان الاسرائيلي الصهيوني الغاصب .
انها الحقائق على الارض كما هي ولا غير !

فثمة كميات تجارية هائلة من الغاز الطبيعي مكتشفة منذ بداية القرن الحالي موجودة في المياه الاقليمية الغزاوية يرفض عالم الكبار السماح باستخراجها قبل ان يتفاهم المنتصرون في الحرب العالمية الثانية على تقاسم حصصها بالتفاهم مع تجار الموت الاسرائيليين، وهو ما قد يفسر لنا صمت روسيا وترددها وخيبتها وغيابها عن دورها الحقيقي في الموقف من الحرب على غزة الامر الذي لن يطول كثيرا، ولا بد لموسكو ان تحزم امرها قريبا والا اضاعت عليها فرصة العمر في صناعة العالم الجديد!

وثمة قوة ايمانية عالية جدا تجمعت اليوم في قطاع غزة تحولت مع الزمن الى فائض كبير من القوة المادية يتمثل في حركة حماس والجهاد الاسلامي اساسا ومعها تنظيمات اسلامية اخرى، قطعت شوطا كبيرا في القطع مع الاسلام التقليدي المتواكل والذي كان يرضع حتى الامس القريب من اسلام فقهاء السلاطين، فيما هو اليوم بات قائما على آلية الاكتفاء الذاتي التي تجعل منه واحدا من اهم اذرع الاسلام السياسي القادرة على خلق معادلة نوعية جديدة من توازن الرعب يصعب تخطيها من جانب اعتى القوى الردعية في العالم فما بالك بكيان هزيل بات على شفا حفرة من الهاوية والزوال !

واخيرا وليس آخرا فان غزة هاشم هذه والتي تخرج اليوم منتصرة وقوية ومرفوعة الرأس ومحتفظة بكامل طاقتها الصاروخية والردعية ضد حكام تل ابيب رغم الحصار وسد المعابر وكل مدافع وقذائف الموت والدمار، لن تكون نفسها غزة هاشم ما قبل ذلك كله بالتاكيد، فهي اليوم قد حررت بأيد مؤمنة نظيفة وطاهرة، وهي باتت هانوي الفلسطينيين التي لا بد يوما ستتداعى آثارها على سايغون العرب ناهيك عن سايغون الفلسطينيين، وهذه المرة ليس فقط 'مدججة بالنووي الايراني' نفوذا وموقعا ودورا بل واضافت اليها قوة تركية لها امتداداتها وتأثيراتها وتداعياتها المهمة على الصعيدين الاقليمي والدولي !

اليس هذا هو ما كنتم ولا تزالون تقولون وتفسرون وتشيعون وتحشدون وتعبئون به الناس ليل نهار؟!

الم تعيرماكينة دايتون الدعائية ومن معها من ماكينات الدعاية والتحريض المخابراتية الاقليمية والدولية، حماس بانها اصبحت 'شيعية' المذهب وايرانية الهوى وانها انما تقاتل نيابة عن ايران وعن المحور السوري ـ الايراني؟! الم توقع الخائبة والمندحرة ولايتها وصاحبة الحمل العقيم للشرق الاوسط الجديد الكوندا رايس مع القاتلة المحترفة المنقضية خدمتها في الموساد تسيبي ليفني اتفاق الخيبة الاستراتيجي في آخر ايام العدوان على ما سموه باتفاق السيطرة على تهريب السلاح من جانب ايران وسورية الى غزة في محاولة لحفظ بقية من ماء وجه اريق على رمال غزة المتحركة؟!

وبالتالي اليست هذه هي اذن موازين غزة ما بعد الخيبة الثانية لترويكا الردع الاسرائيلي المندحر على بوابات غزة هاشم 'النووية'؟!

ثم ان بدايات اوباما غير الموفقة 'شرق اوسطيا' الا تجعلنا نتوقع المزيد من التوترات والمناكفات السياسية والتي قد ياخذ بعضها طابعا حربيا عند الضرورة بسبب خيبة اسرائيل الكبرى بمعادلة الاعتدال العربي التي خذلتها، بل وافرزت قوى اقليمية جديدة انضمت الى فئة المتجرئين على معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية ما جعل استمرار وظيفة اسرائيل التاريخية في خطر حقيقي؟!

وهنا ثمة من يقول واثقا بان اسرائيل ما قبل غزة هي غير اسرائيل ما بعد غزة، بعد ان تحول هذا الكيان المصطنع والطارئ وبشكل نهائي الى عبء ثقيل على قوى العالم الكبرى لا سيما الدولة الامريكية المتراجعة امبراطوريتها. فبعد ان كانت اسرائيل هي المكلفة بحماية المصالح الغربية وتامين النفط والغاز والطاقة عموما الى تلك القوى الدولية الطامعة، فقد تحولت الى كيان هزيل يترنح تحت ضربات قوى محلية نامية وصاعدة، جعلت المحافظة على هذا الكيان ومنع زواله بحاجة الى حضور دولي عسكري مباشر واثمان باهظة على الغرب ان يدفعها بنفسه ومن لحم ودم ابنائه قد تكلفه فقدانه مقاليد الهيمنة والسيطرة العالمية !

القدس العربی
المنتشرة: 0
قيد الاستعراض: 0
لايمكن نشره: 0
مجهول
Egypt
22:08 - 1387/11/08
0
0
الى كاتب هذا المقال (صدقتنا وأنت كذوب) . وادعوا الله ان يهديك وان يدخلك فى .....
مجهول
Iran (Islamic Republic of)
14:07 - 1387/11/10
0
0
استاذي الفاضل انت تصلح ان تكون كاتب روايات خيالية فى عصر الواقعيه والحقيقه التكنلوجية لا مجال لأخفاء ما حدث من دمار ارجع غزة الى العصر الاحجري وانقص تعداد الشعب ووسع فجوة الخلاف اى انتصار تقول عنه سامحك الله