رمز الخبر: ۲۲۳۷۰
تأريخ النشر: 10:29 - 28 April 2010
مصیب نعیمی
عصرایران - اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير، فوزه في الانتخابات الرئاسية فوزاً لكل السودانيين وليس فوزاً فحسب لحزب المؤتمر الذي يترأسه.

وبالرغم من ان الاعلان عن نتائج الانتخابات السودانية لا يعني حسم الجدل بين التيارات المتنافسة، غير ان القبول بالنتائج يعتبر نصراً على التحديات التي كانت ولاتزال تواجه هذا البلد الاستراتيجي والمؤثر في القرن الافريقي.

ان التدخلات الفاضحة للاطراف الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ومحاولات التحريض الطائفي والعرقي بين ابناء الشعب السوداني تهدف قبل كل شيء النيل من سيادة هذا البلد.

ان السودان كغيره من البلدان التي خرجت من قمقم الهيمنة الاجنبية، لازال يواجه التحديات، لكن الحضور الشعبي الكبير في الانتخابات ولعدة ايام دون أحداث تذكر، يؤكد عزم هذا الشعب الحفاظ على كيانه والعمل لتحقيق أمنياته.

ان خروج أي دولة من الدول النامية من هيمنة الغرب يعتبر انجازاً حتى اذا كان الحكم فيه يعاني من بعض النقص، لان اعادة القرار الى المجتمع تتطلب دفع الثمن والسودان له القابلية ان يبلسم جراحه بخطى واثقة وان طال الزمن.

كما ان نتائج الانتخابات في السودان وجنوبه كانت رسالة واضحة للجميع، وهي ان السلام في هذا البلد وحل ازمة دارفور وتعقيداتها لن يأتيا من الخارج بل الذين اخذوا على عاتقهم هذه الامانة عليهم ان يفتحوا صفحة جديدة لسحب الفرصة من الغرب الذي يحاول الاصطياد في الماء العكر.

ولا شك بأن نجاح السودانيين كما العراقيين وقبلهم اللبنانيين أو أي بلد عربي أو اسلامي كان على مرمى التدخلات الاستعمارية هو نجاح لجميع الشعوب في المنطقة، لانه سيؤدي حتماً الى تقلص الوجود الخارجي واعادة لم شمل المجتمعات الشرقية التي كانت ولازالت تخوض معركة السيادة على قرارها وهي لن تقبل بأقل من السيادة التامة على مقدراتها.

كما هو الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي لن يرزح تحت كل اساليب القهر والظلم والارهاب التي مورست بحقه منذ نحو قرن من الزمن.